صحف ــ اسرائيل اليوم ــ ترامب يريد حل الدولتين / ايزي ليبلر

أربعاء, 03/29/2017 - 18:24

البوابة ــ 29 آذار 2017  عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصرح مرة أخرى أن خبرته السابقة في التوسط في الصفقات التجارية ستمكنه من حل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني. وهناك قسم من الإسرائيليين الذين افترضوا أن الرئيس سيعطيهم الضوء الأخضر للإقدام على عملية أحادية الجانب، إلا أن ترامب قد رفض بشكل قاطع هذا الأسلوب وأوضح بأن في نيته دفع عملية السلام. وقد أدى هذا التطور إلى اتهامات تقول بأنه قد تراجع عن الوعود الانتخابية التي قدمها لإسرائيل

 

ويشير المنتقدون إلى أنه يوجد لوزير الدفاع ماتيس سجل طويل في المعارضة لتوسيع المستوطنات، وأنه ينظر إلى العلاقات مع إسرائيل  بوصفها عقبة أمام التعامل مع العالم العربي. كذلك الحال، قال المشككون إن الامتناع عن نقل سفارة الولايات المتحدة بشكل فوري، إلى الآن، يعكس استمرار نفوذ جهات معادية لإسرائيل في وزارة الخارجية الأمريكية. وهذا التشاؤم غير مبرر إلى الآن. فللمرة الأولى نجد أن الغالبية المطلقة في أوساط المستشارين المقربين من الرئيس يتشاركون في سجل موالٍ لإسرائيل.

 

الصحيح إلى اليوم أن الإدارة تحترم التزامها للتعامل مع إسرائيل  بوصفها حليفة خاصة. فالحفاظ على الدعم الخارجي (لإسرائيل) في الوقت الذي تم فيه تخفيض برامج الدعم الأخرى بشكل كبير، بالإضافة أيضاً إلى الرد العنيف على (محاولة) شيطنة إسرائيل من جانب الأمم المتحدة، هذه الخطوات تحبس الأنفاس بالنسبة للإسرائيليين الذين اعتادوا على عدم المبالاة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية. إلا أن ترامب لم يقدم لإسرائيل شيكاً مفتوحاً للبناء في المستوطنات. وقد تم نقل هذه الرسالة بشكل سري وذلك لتفادي التعرض لحملة إعلامية، بحيث يكون بوسع كل من الطرفين تبنى الحلول الوسط بدون احتجاجات داخلية. والآن، فإن على القادة الذين يتحلون بالمسؤولية تقديم الحلول التي بوسعها ضمان الأمن إلى جانب إفساح المجال للانفصال عن الفلسطينيين والحفاظ على الكتل الاستيطانية.

 

لقد تقدم ترامب (للتصدي) للوضع بدون حل مبلور بشكل مسبق. وهو على خلاف أوباما، إلى درجة كبيرة، لا يطلب العودة إلى الخط الأخضر. ومهمة مبعوثه إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، هي تقديم تقرير حول مواقف كل من الطرفين. وهو لم يطرح خلال لقائه مع نتنياهو في القدس أي اقتراح باستثناء تقييد البناء في المستوطنات والامتناع عن القيام بمبادرات أحادية الجانب من شأنها أن تفضي إلى أزمة. وكذلك الحال، عقد (غرينبلات) لقاء غير مسبوق مع زعماء المستوطنين. وهو قد دعا محمود عباس، في رام الله، إلى وقف التحريض ووقف دفع التعويضات لعائلات المخربين الفلسطينيين الموجودين في السجون. وعلى نحو مختلف كثيراً عن أوباما، فإن ترامب سيطلب من الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، والتخلي عن "حق العودة". وطالما أن السلطة (الفلسطينية) لا تغير مطالبها في القضايا الجوهرية فإن الولايات المتحدة الأمريكية ستكشف أخيراً عن تعنتها، وتكشف أن هدفها النهائي هو ليس إقامة دولة (فلسطينية) بل إزالة إسرائيل من الوجود.

 

إن دعم الولايات المتحدة الأمريكية سيمكن إسرائيل من رسم حدودها. كما أن بوسعها أن تبادر إلى إرساء تعاون اقتصادي من أجل تحسين مستوى معيشة الفلسطينيين، وهو الأمر الذي من شأنه أن يقود إلى حل سلمي يعتمد على المصلحة الذاتية. ويجب علينا في هذه الأثناء أن نتفادى المواجهات مع أوباما.

 

يقف نتنياهو في مواجهة تحدٍ صعب. وهو يواجه ضغطاً هائلاً لفرض قيود على البناء في المستوطنات خلال الفترة التي ينشغل فيها ترامب بجهوده للحصول على المستحيل من الفلسطينيين. ويمكن للجناحين المتطرفين في الحكومة أن يقودا إلى حلها بسبب ذلك. إلا أنه (نتنياهو) يدرك أن غالبية الإسرائيليين يؤيدون نهجه.        

ترجمة: مرعي حطيني

المصدر

البوابة + وكالات