القمة العربية في الصحافة العبرية

سبت, 04/01/2017 - 13:51
شرق أوسط قديم /  حاييم أسروفتس

البوابة,  01/ نيسان / 2017 ـ رغم الأحاديث في القدس عن التغييرات الإيجابية في الشرق الأوسط وعن التعاون المتزايد مع دول المنطقة، ألقيت الأربعاء خطابات متشددة ضد إسرائيل في قمة الجامعة العربية في الأردن. فقد اتهم ملك الأردن عبد الله الثاني، الذي استضاف القمة، حكومة إسرائيل بمحاولة تقويض المسيرة السلمية، بينما أوضح رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن بأنه إذا كانت إسرائيل تريد السلام، فإن عليها أن تتخلى عن فكرة أن الأمن يتحقق من خلال السيطرة على مزيد من الأراضي.

18 زعيماً من بين 22 للدول الأعضاء في الجامعة العربية تجمعوا في مركز المؤتمرات على اسم الملك حسين في الجانب الأردني من البحر الميت للقمة ألـ28 للجامعة العربية. ووصل إلى المؤتمر أيضاً الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، ومبعوث البيت الأبيض الخاص جيسون غرينبلت.

 

في ضوء التقارير التي تحدثت عن نيّة الإدارة الأميركية الدفع إلى الأمام مسيرة سياسية جديدة في المنطقة. وعلى خلفية تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رغبته في نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، حظيت المسألة الفلسطينية بمكانٍ عالٍ في جدول أعمال الزعماء إلى جانب استمرار الحروب في سوريا وفي اليمن، ومكافحة داعش.

 

في الخطاب الافتتاحي للمؤتمر، أطلق الملك عبد الله رسالة متشددة تجاه إسرائيل، وحذّر من كل محاولة لتغيير الوضع الراهن، ومن التنازل عن فكرة حل الدولتين. وقال "لن يكون سلام واستقرار بدون حل عادل وشامل للمسألة الفلسطينية، فالسلام في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحقق دون إقامة دولة فلسطينية في إطار حل الدولتين. إن إسرائيل تواصل جهودها لتقويض المسيرة السلمية".

 

وأضاف العاهل الأردني "سنواصل الكفاح ضد كل المحاولات لتغيير الوضع الراهن وسنقف في وجه كل محاولات تقسيم المسجد الأقصى والحرم. نحن ملزمون بالعمل معاً لحماية القدس، ومنع المحاولات لخلق حقائق جديدة على الأرض تكون ذات آثار كراثية على مستقبل المنطقة واستقرارها".

 

أما أبو مازن فقال إنه اتفق مع الرئيس ترامب على أن تعمل الإدارة الأميركية على اتفاق سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. وعلى الفور انطلق في هجوم مباشر ضد حكومة نتنياهو، فقال إنه "إذا كانت إسرائيل تريد أن تكون شريكاً في السلام في المنطقة والعيش بسلام وأمن مع كل جيرانها، فإنها ملزمة بأن تهجر فكرة أن الأمن يأتي مع السيطرة على مزيد من الأراضي، وهي ملزمة بوقف الاحتلال، ووقف أخذ حرية واستقلال الشعب الفلسطيني. عندها فقط ستحظى إسرائيل بالاحترام من جانب جيرانها وسكانها سيحظون بثمار السلام".

 

كما اتهم رئيس السلطة الفلسطينية سياسة حكومة نتنياهو فرأى أنها "تجعل من الصعب تحقيق حل الدولتين، وذلك من خلال تسريع وتيرة الاستيطان والسيطرة على الأراضي"، مضيفاً أن "الوضع على الأرض وصل عملياً إلى واقع دولة واحدة مع نظام أبرتهايد".

 

كما أن الأمين العام للجامعة العربية، وزير الخارجية المصري الأسبق أحمد أبو الغيط، أعرب عن أمله في أن تحاول الإدارة الأميركية الجديدة بالفعل إعادة تحريك المسيرة السلمية.

وأشار أبو الغيط إلى أن "اليد العربية ممدودة للسلام وفقاً لمبادرة السلام العربية"، ومع ذلك فقد ألقى بالمسؤولية عن الشلل على إسرائيل، وقال "نحن لا نزال نبحث عن شريك حقيقي في الطرف الآخر يفهم مطالب السلام والحاجة إلى العمل الجاد لتحقيقه"، مضيفاً  "للأسف نحن لا نجد شريكاً حقيقياً، رغم جهود الوساطة الكثيرة".

 

الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش شدد من جهته على أن "حل الدولتين هو السبيل الوحيد والضامن لكي يتمكن الفلسطينيون والإسرائيليون من تحقيق تطلعاتهم الوطنية والعيش بسلام، بأمن وكرامة". وأعلن أنه "لا توجد خطة بديلة، وبالتالي من المهم وقف كل الخطوات الأحادية الجانب التي من شأنها أن تمسّ بتحقيق حل الدولتين.

وصحيح أن الأمر على نحو خاص في سياق الحاجة لوقف النشاط الاستيطاني، الذي هو غير قانوني وفقاً للقانون الدولي. والمهم أيضاً شجب الإرهاب، والامتناع عن التحريض".

 

حدث غير عادي وقع عندما تجمع الزعماء للصورة المشتركة التقليدية في بداية المؤتمر. فقد تعثر الرئيس اللبناني ميشال عون فجأة عند صعوده إلى المنصّة العالية، وسقط على وجهه أمام نظرائه المتفاجئين، بينهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.. بعض من الحضور سارع إلى مساعدة الزعيم اللبناني، الذي سرعان ما وقف على قدميه واستمر التصوير بلا عراقيل.

 

 

 

 

 

: صحيفة معاريف

 

المقال من

المصدر