
أشرف معالي المندوب العام للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء، السيد الشيخ ولد بده، مساء أمس الجمعة بمقاطعة الرياض، على الانطلاقة الرسمية لبرنامج “تعمير– مدن التآزر” على مستوى المقاطعة.
وشهد الحفل عرض نماذج من تدخلات برنامج “تعمير” في مقاطعة توجونين، أولى محطات البرنامج، حيث شملت هذه التدخلات دعم التعليم، وتوفير النقل المدرسي لأبناء الأسر الهشة، وفك العزلة، وتحسين مستوى النظافة، وتنفيذ برامج للترقية الاجتماعية.
وفي كلمة بالمناسبة، أعرب معالي المندوب العام عن سعادته بالوقوف أمام سكان مقاطعة الرياض لتنفيذ توجيهات فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي أطلق هذا البرنامج في 20 فبراير 2025، داعيًا جميع الموريتانيين، كل من موقعه، إلى الانخراط فيه.
وأوضح أن هذا البرنامج يعكس حرص الحكومة على الاستجابة المباشرة والملموسة لتطلعات المواطنين، وهو ما منحه مكانة خاصة لدى فخامة رئيس الجمهورية، الذي قدّم بشأنه توجيهات واضحة، إدراكًا منه لأهمية تبني مقاربة تنموية شاملة لا تقتصر على البنية التحتية فقط، بل تمتد إلى إصلاح العقليات، وتعزيز روح المواطنة والانتماء.
وأكد معاليه أن بداية تغيير العقليات تتجسد اليوم من خلال هذا البرنامج، الذي يواجه أحد أكبر التحديات التنموية، المتمثلة في العقليات البائدة التي لا أصل لها شرعًا، والتي تعيق التقدم، مشددًا على أن هذا التوجه المجتمعي الشامل يجمع بين تحسين البنية التحتية وبذل جهد وطني موازٍ لتغيير العقليات.
وأشار إلى أن ما تقوم به مندوبية تآزر في إطار تنفيذ برنامج “تعمير” هو عمل ميداني جاد، يترجم رؤية فخامة رئيس الجمهورية، ويتابعه عن كثب معالي الوزير الأول، السيد المختار ولد أجاي، مؤكدًا في الوقت ذاته أن المواطن يظل حجر الزاوية في هذا المسار، معربًا عن ثقته في دوره المركزي في إنجاح هذا المشروع الوطني.
من جهته، قال عمدة بلدية الرياض، السيد عبد الله محمدو إدريس، إن هذا البرنامج الهام يأتي دعمًا وتكملةً للبرنامج الاستعجالي لعصرنة مدينة نواكشوط، الذي أطلقه فخامة رئيس الجمهورية، وبدأت بعض محاوره تكتمل، في حين لا تزال أخرى قيد التنفيذ، مما أثمر سلسلة من الإنجازات على مستوى بلدية الرياض.
وثمّن اختيار بلدية الرياض ضمن محطات برنامج “تعمير”، مؤكدًا أنه سيساهم لا محالة في تحسين الظروف المعيشية للسكان، من خلال تدخلات تشمل استصلاح بحيرة القطاع 16، وفك العزلة، وبناء وترميم المنشآت الثقافية والرياضية، والتشجير، وتعزيز الإنارة العمومية، وتوصيل الماء والكهرباء، وإنشاء حمامات عمومية للأسر المتعففة، إضافة إلى دعم المشاريع النسوية في المقاطعة.
بدوره، قال منسق برنامج “تعمير”، السيد محمد أحيد ولد إسلم، إن هذا البرنامج يأتي في إطار سلسلة البرامج التنموية، التي أطلقت من ثاني أكبر مقاطعة في البلاد من حيث المساحة وعدد السكان، وهي من المناطق التي تعاني هشاشة كبيرة.
وأوضح أن برنامج “تعمير” يندرج ضمن رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز التنمية المحلية وتحسين واقع المواطنين، مبرزًا أنه تم إطلاقه رغم حجم المنجزات المحققة خلال مأمورية فخامة رئيس الجمهورية، والتي نفذتها المندوبية العامة للتآزر من خلال مشاريع كبيرة غطت مختلف مجالات الحياة.
وأكد أن من بين أهداف البرنامج تعزيز الانسجام المجتمعي، ومواجهة الخطابات المتطرفة، ودعم الوحدة الوطنية، ومعالجة مشكل التقري العشوائي، الذي يحول دون استفادة بعض المواطنين من الخدمات الأساسية.
وأضاف أن المندوبية العامة للتآزر أعادت هيكلة قطاعاتها، مما أسفر عن إنشاء برنامج “تعمير”، بوصفه مبادرة رائدة بفلسفة جديدة تقوم على مقاربات بسيطة وفعالة، وستمكّن من إحداث نقلة نوعية في واقع التنمية الوطنية، من خلال معالجة جذور الهشاشة، وتعزيز العدالة الاجتماعية، وضمان استفادة الجميع من ثمار السياسات العمومية.
وشهد الحفل تقديم عدة محاضرات تناولت مواضيع تتعلق بالوحدة الوطنية ومقوماتها، ودور التعليم في محاربة الفقر، ومكافحة المخدرات والانحرافات السلوكية، والعمل التطوعي، والالتزام المجتمعي.
كما استمع معالي المندوب العام إلى مداخلات المواطنين، الذين عبّروا عن أولوياتهم من حيث التعليم، وفك العزلة، وتقريب الخدمات، كما طرحوا تساؤلات حول التزامات “التآزر” تجاه المقاطعة.
وفي رده على المداخلات، أكد معالي المندوب العام أن توجهات “التآزر” تقوم على الشفافية والجدية، وأن الهدف المحوري للبرنامج هو تحسين أوضاع المواطنين، ومواكبة تطلعاتهم، في إطار من العدالة والإنصاف.
حضر الحفل الأمين العام للتآزر، ووالي نواكشوط الجنوبية، والسلطات الإدارية والأمنية بالمقاطعة، وعدد من أطر المندوبية العامة للتآزر.