
حظي التوجيه الذي أصدره فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، للموظفين بضرورة قضاء العطل داخل البلاد، بارتياح كبير من طرف مختلف الفاعلين في مجال القطاع السياحي على مستوى ولاية آدرار.
وتتوفر هذه الولاية على أهم بنية تحتية في مجال السياحة بالمقارنة مع ولايات الوطن الأخرى نظرا لاهتمام المستثمرين فيها بهذا القطاع الذي أصبح من أهم القطاعات الاقتصادية في مختلف دول العالم.
وسيتيح هذا التوجيه الرئاسي لهذه الولاية الاستفادة من موسم سياحي يضاف للموسم الشتوي الذي تستقبل فيه مئات السياح الأجانب، مما يعزز الحركة الاقتصادية فيها من خلال استقبالها لعدد معتبر من الموظفين الذين قد يفضلون قضاء العطل فيها نظرا لتوفرها على مواقع سياحية متعددة مدعومة بوجود إقامات معدة خصيصا لإقامة السياح.
وتعلق مختلف الهيئات العاملة في المجال السياحي على هذا القرار آمالا كبيرة في تنشيط الحركة التنموية في الولاية هذه السنة، وتعزيز ثقافة السياحة الداخلية وجعلها مناسبة سنوية يساهم فيها الموظفون في تنمية مناطقهم، بدل قضاء عطلهم في الخارج.
فقد عبر المدير الجهوي للمكتب الوطني للسياحة، السيد الشيخ ماء العينين ولد الشيخ سعدبوه، عن ارتياحه الكبير لهذا القرار نظرا للنتائج الإيجابية المترتبة عليه لصالح التنمية المحلية.
وقال إن موسم السياحة الداخلية هذه السنة يمتاز بالعديد من المؤشرات الإيجابية من أهمها التوجيه الرئاسي الداعي إلى عودة المسؤولين إلى ذويهم خلال فترة العطلة، الذي يتزامن مع موسمي الكيطنة والخريف، إضافة إلى برمجة القطاعات المعنية للعديد من الفعاليات.
وأضاف أن موسم السياحة الداخلية الوطنية الذي انطلق الليلة البارحة بإشراف مباشر من وزيرة التجارة والسياحة ووزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، ووالي آدرار، يواكبه تنظيم العديد من الفعاليات من بينها بطولة لكرة القدم وبطولة للكرة الحديدية وبطولة للرماية التقليدية، وندوات ثقافية وعلمية وأماسي شعرية ومديحية.
وأشار إلى أن هذا الموسم يعتبر من أهم المواسم على مستوى الولاية، لما له من فوائد على عموم السكان، حيث يستفيد منه المزارع والمنمي والتاجر والجزار والناقل وصاحب الفندق والنزل والمرشد ومقدم الخدمات والمواطن العادي.
وبين أن السياحة الداخلية شهدت تطورا ملحوظا على مستوى الولاية، حيث أصبحت هناك شركات محلية متخصصة، تقدم خدماتها للسياح، مثل خدمة الإقامة والمعاش وتنظيم الرحلات والسهرات الثقافية والفنية والفلكلورية.
وأوضح أن فوائد السياحة الداخلية التي لا تعد ولا تحصى من بينها تعزيز الدورة الاقتصادية المحلية والحد من استنزاف العملة الصعبة وإنعاش الساحة الثقافية في المدن الداخلية.
وأشار إلى أنه يتوقع نجاح موسم السياحة الداخلية نظرا لموقع الولاية الاستراتيجي ومقوماتها السياحية الفريدة من نوعها، مثل واحات النخيل والوديان والجبال والهضاب والتلال والكثبان الرملية، فضلا عن التركيبة السكانية وما يميزها من عادات وقيم ثقافية تمجد ثقافة التعايش السلمي بين مختلف مكونات المجتمع.
وأضاف أن الولاية تحتوي على مليون و(212) ألفا و(876) نخلة، تنتج (12) ألفا و(729) طنا من التمور الجيدة، من ضمنها (339) ألفا و(703) نخلات في مقاطعة أطار تنتج سنويا (3363.73) طنا من التمور، أما مقاطعة أوجفت فتحتوي على (735) ألفا و(409) نخلات، تنتج سنويا (7263.57) طنا من التمور، فيما تحتوي مقاطعة شنقيط على(52) ألفا و(899) نخلة، تنتج سنويا (596.3) طنا من التمور، وتحتوي وادان على (84) ألفا و(865) نخلة تنتج سنويا (1505.4) طنا.
ودعا السكان إلى ضرورة الاستعداد لانطلاقة الموسم، مطالبا مقدمي الخدمات ببذل المزيد من الجهود من أجل تقديم خدمة مميزة تليق بسمعة الولاية.
وتوجهت العمدة المساعدة لبلدية أطار السيدة مليكة بنت أبابه، بخالص الشكر لفخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، على هذا التوجه الجديد الداعم للسياحة الداخلية، مؤكدة أن اختياره مدينة أطار لافتتاح هذا الموسم هو اعتراف ضمني بمكانتها التاريخية، وما ترمز له من قيم حضارية ومقومات سياحية واشعاع ثقافي وعلمي.
وأكدت أن سكان الولاية بشكل عام وسكان بلدية أطار على وجه الخصوص يعولون على تنظيم هذه الفعاليات في تحسين ظروفهم المعيشية، داعية إلى ضرورة الاستعداد لاستقبال الضيوف وإلى أهمية توظيف الحدث بشكل جيد مع إبراز الخصوصية الحضارية للولاية.
أما رئيس قسم اتحادية السياحة في آدرار، السيد إسلمو ولد الشرقي، فقد عبر عن شكره لفخامة رئيس الجمهورية على هذا القرار، معتبرا أنه كان يشكل مطلبا أساسا عند الاتحادية.
وبين أن هذا الموسم السياحي يمتاز بكونه يأتي في فترة العطلة الصيفية وفترة الخريف، ولا يحتاج لتأشيرة دخول ولا رحلات طيران، وبالتالي نسبة المشاركين فيه ستكون أكبر والاستفادة أشمل.
وبين أنه قام بحملة واسعة لإعداد وتهيئة الفنادق والنزل في الولاية، لدعمها من الناحية المادية أولا، ولتكون جاهزة لاستقبال الضيوف ثانيا.
وأكد أن مقاطعة أطار تحتوي على31 مؤسسة ما بين فندق ونزل، فيما يبلغ عددها في شنقيط 10 مؤسسات ما بين فندق ونزل ودار ضيافة، مشيرا الى أن أوجفت تحتوي على فندقين، في حين تحتوي وادان على ثمانية فنادق.
وبين أن عدد فرق الرماية التقليدية المشاركة في بطولة هذا الموسم السياحي تتجاوز 50 فريقا، أي أكثر من 700 شخص لمدة خمسة أيام، مما سيعود بالنفع على الساكنة من حيث شراء الحاجيات ودفع الإقامات.