
قال صحيفة "الغارديان" البريطانية إن الجماعة المرتبطة بتنظيم القاعدة تتقدم تدريجيا نحو عاصمة مالي باماكو، مع تزايد الهجمات في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك الهجوم على قوافل مدعومة من الجيش.
ورأت الصحيفة في تقرير نشرته عن الأوضاع في مالي، أنه في حال "سقطت المدينة [باماكو] فستكون الدولة الواقعة بغرب إفريقيا في طريقها لتصبح جمهورية إسلامية تطبق تفسيرات صارمة للشريعة الإسلامية"
وأردفت الصحيفة أن ذلك سيكون بمثابة ما وصفته بـ"تحقيق تفويض جهادي يسير على خطى أفغانستان التي تحكمها حركة طالبان، أو سوريا حيث أصبح المتمرد السابق أحمد الشرع، المعروف سابقا باسمه الحركي أبو محمد الجولاني، رئيسا للدولة".
وأشارت الصحيفة إلى أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تفرض بالفعل في المناطق الخاضعة لسيطرتها قواعد للباس، وعقوبات من خلال محاكم لا تلتزم بمعايير المحاكمة العادلة، بحسب ما ذكرت هيومن رايتس ووتش في تقرير لها عام 2024.
ونقلت الصحيفة عن مراقبين داخل مالي وخارجها - لم تسمهم – قولهم إن الأمور قد تتدهور بسرعة، وإن تحذيرات الولايات المتحدة لمواطنيها تُعد أحدث مؤشر على أن البلاد على وشك الانهيار، أو ربما تتجه نحو انقلاب ثالث ناجح خلال 5 سنوات، وسادس منذ الاستقلال عن فرنسا في سبتمبر 1960.
كما نقلت الصحيفة عن وزير مالي سابق يعيش حاليا في المنفى رفض هو الآخر الكشف عن اسمه قوله: "لا أريد أن أبدو دراميا أكثر من اللازم، لكن البلاد تنهار أمام أعيننا. لن أتفاجأ إذا حدث انقلاب آخر خلال الأيام القليلة المقبلة".
وأضاف المسؤول السابق: "قبل 31 دجمبر، سيحدث انقلاب في منطقة الساحل. ستكون مالي أولا، ثم سنشهد نفس تأثير الدومينو الذي رأيناه بين عامي 2020 و2023، حيث تسقط هذه الدول واحدة تلو الأخرى".
وذكرت الصحيفة البريطانية بأن مالي تواجه نقصا في الوقود منذ أسبوعين بسبب الحصار الذي يستهدف الشاحنات القادمة من دول الجوار مثل ساحل العاج وموريتانيا والسنغال، من قبل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين.
فيما نقلت الصحيفة عن رئيس برنامج الساحل في مؤسسة "كونراد أديناور" الألمانية ومقره باماكو، أولف لاسينغ قوله إن الأسبوع المقبل قد يكون حاسما في عمر المجلس العسكري الحالي، "لأنه حينها ستنفد المخزونات الموجودة حاليا والتي يعتمد عليها الجميع. من الصعب إيجاد مخرج من هذا الوضع. من الصعب. تخيل ببساطة كيف يمكنهم إعادة إمداد العاصمة بكميات كافية".
وأكدت الصحيفة البريطانية أن عزلة المجلس العسكري الحاكم في مالي تبدو "شبه مكتملة"، مردفة أن تقارير تفيد بتزايد الإحباط داخل صفوف الجيش، ما يوحي بوجود توترات داخلية بين الضباط الخمسة الذين نفذوا الانقلاب الأول. ويطرح اسمان من هؤلاء وهما مالك دياو، ووزير الدفاع ساديو كامارا، كخلفين محتملين قد يحلان محل غويتا.
كما تحدثت الصحيفة عن توقع عودة الشيخ محمود ديكو، والذي يعيش بالمنفى في الجزائر منذ 2023 بعد خلافه مع الحكومة وفقدانه جوازه الدبلوماسي، ناقلة عن مصدر وصفته بالمطلع قوله إن "بعض عناصر جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، يطلبون عودة ديكو لكي يتفاوضوا معه بدلا من الحكومة المالية"، مضيفا أن "هدفهم النهائي هو تحويل مالي إلى دولة إسلامية، وهم قريبون جدا من تحقيق ذلك".