المهندس الشاعر محمد الشنقيطي في محاورة شعرية مع الشاعر مجدي نضر خاشقجي.

أحد, 01/08/2017 - 15:09

و يوماً كنتُ في الشقراءِ صيدي *** فصادتني مع الزمنِ العلوجُ // بيت من محاورة شعرية مع الشاعر مجدي نضر خاشقجي.
قلت:
سلامٌ فيهِ من أرَجٍ مروجُ
و يبعثهُ لكمْ قلبٌ مهيجُ
إلى ناديِ الرشافِ أتيتُ علـِّي
سأكرَمُ لا يقال ليَ: الخروجُ
و مالي غيركمْ نهبتْ مروجي
و لمْ يجدِ معَ العربِ الضجيجُ
و يومـًا كنتُ في الشقراءِ صيدي
فصادتني مع الزمنِ العلوجُ
فقلتُ لعلّ في رشفِ المعاني
مآل فيهِ تنقطعُ الهروجُ
و قيلَ و هاهنا يأتي سجالٌ
حروفٌ في الصخور لها فلوجُ
فمن أنثى مقالتها حريقٌ
إذا غضبَ اللسانُ أتي يموجُ
فويلكَ من مقارعةِ الغواني
و عِقـْبُ أخيلكَ (1) الطرفُ الدّعيجُ
إذا نظرتْ إليكَ تـُـحِـسُّ نارًا
و إن رشقَ اللسانُ فلا بلوجُ
و من كعبي (2) و صرّحَ من رعودٍ:
و عنْ حربِ الهضيمةِ لا يعيجُ
فها أنا قد أتيتُ هنا بشعري
فصيحٌ في اللسانِ و لا أعوجُ
و أبدأ في الرشافِ على حيادٍ
و أمشي ما تقولُ بهُ الخلوجُ
فإنْ ألفيتُ ما تهواهُ نفسي
و أُفسِحَ للرفاهِ لي الدّروجُ
ترى الإشعارَ من زهَرٍ و فلٍ
تبشُّ لهُ منَ الولهِ الغـَـنوجُ
و إلا كالفؤوسِ على صخورٍ
على خصمي فما أبدًا يروجُ
أنا للشعرِ نـَـسَّـاجُ القوافي
بشعرٍ لا كسيحُ و لا بعيجُ
على الآفاقِ تنتثـِـرُ القوافي
فبشَّ لها من الرَّحَـبِ الخليجُ
و بشَّ لها المحيطُ بليلِ أنسٍ
و حولي ما تهيجُ لهُ المهوجُ
--------------------------
(1)عقب أخيل هو المقتل و نقطة الضعف و هي بالإنجليزية Achilles heel
(2) إشارة للشاعر نزار الكعبي

قال الشاعر مــجــدي:
أتى صنف القماشة و النسيجُ
يدل على الأصالةِ يا بهيجُ
غشى عيني سناك أخا القوافي
و يسبقك الضياء له وهيجُ
و إن كنتُ المؤسس انت فينا
مديرُ مؤسسٍ ، روضٌ مروجُ
أتيت بعطر زهرك في ارتشافٍ
برغم الصيف غطّته الثلوجُ
اتيت كبرد حرفٍ من سلامٍ
لدعم الحزب يسبقك المزيجُ
مزيج ملاحةٍ وسداد قولٍ
حصان الشعر تعلوه السروجُ

فقلت:
بنادي الرشف تنتشرُ المروجُ
و تخفتُ من سلاستها الصلوجُ (3)
و جئتُ إلى الرشافِ هنا فحيا
كريمٌ منهُ تـُـنـْـتـَظـرُ الفروجُ
فهذا الرشفُ محفوفٌ بربعٍ
تقاصرَ في مديحمُ اللـَّهوجُ
و من صنـَّـاجةٍ أنثى و صيدٍ
فأرختْ من نواظرها الصّـنوجُ (4)
ففي الغيدِ الرخامةُ و التأني
و في الصيدِ الفخامةُ و الهدوجُ (5)
فما أن خالطا حتى سمعنا
قريضـًا لا نشازُ و لا خديجُ
و ألفها المؤسسُ في نسيجٍ
تآلفَ في متانتهِ الوشيجُ
فلا تنفكُ عنهُ على ارتيادٍ
و في شوقٍ يعاودكَ الولوجُ
و لولا خوفَ أشراكٍ و جرمٍ
لكانَ الرشفُ يقصدهُ الحجيجُ
إلى مجدي و باهرِ راشفيهِ
سنمضي ما أتيحَ لنا العروجُ
و إني إذ وضعتُ هنا عصاتي
سأنظرُ ما تجودُ بهِ البروجُ
*****
(3) الصلوج: أحد صيغ جمع صولجان
(4) الصنوج: الموسيقى
(5) الهدوج: المقصود الشدة
*****