من مساجلات المهندس الشاعر محمد أحمد فال الشنقيطي

جمعة, 01/27/2017 - 01:16

أتيتُ إلى الرِّشافِ و لا حراكٌ

فما للرشفِ غالبهُ نيامُ

ففي رمضانَ قلنا في نسوكٍ

على صوم و يتبعهُ القيامُ

و ها رمضانُ فاتَ بألفِ خير

و هذا الرشفُ في صمتٍ يُـدامُ

فأينَ الراشفينَ و راشِـفاتٌ

منَ الشهْـدِ و قيلَ هوَ المُـدامُ

و نعذرُ من ( تـَشَـعْـبَـكَ ) في زواج

يقولُ لِمُـنـْـيَـةِ القلبِ ( المَـدامُ )

و لستُ بعاذر أبداً سواهُ

و لوْ أوْدىَ بمهجَتِـهِ الغرامُ

أوْ أنّ القلبُ حُـيِّـرَ في اختيار

فلا يدري ( نواعِـمُ ) أمْ ( سِـهامُ )

أفيدوني أحبةُ ما دهاكمْ

فأسكتكمْ و قدْ نضبَ الكلامُ

تعبتُ من السكوتِ فنشـّطوني

و إلا فالهجاءُ لهُ ضِـرامُ

و لا أرضى البديلَ ( تطنـّشوني )

فليسَ منَ ( الطـّناش ) الاحترامُ

و منعُ الأكل للجوعىَ افتراءٌ

و منعُ الرشفِ للعطشىَ حرامُ

سأمْـهـِـلـُـكمْ قليلا ثمَّ حربٌ

ضروسٌ لا تسالمْ. و السّلامُ

قال خالد خالد:

 

سلامٌ للمسلّم واحترامُ

صحونا بعد قولك: يا نيامُ

وقفت تحية الإجلالِ أصغي

لما قد قال شاعرنا الهمامُ

فصيحٌ قام بالأشعار يشدو

كما يشدو على الغصن الحمامُ

أردّ ولم أكن ممن ذكرتَ

ومن ردّ السلام فلا يلامُ

فبعد الصوم يأتي عيد فطرٍ

يسافر فيه للأهل الأنامُ

وكلّ مسافرٍ حتى يعود

أرى عندي له حججٌ عظامُ

وإن أمهلت فاليوم السماح

ويوم السبت ينتظمُ النظامُ

قلت:

 

و أهلا جاءني البطلُ الهمامُ

و حياني و قالَ ليَ : السلامُ

سلامٌ صنوَ لحنكَ في انسيابٍ

و في هطـْـل يدانيهِ الغمامُ

أ سَـبـَّاقـًا إلى دوحي بخير

بشعر لا يُـباعُ اذا يسامُ

سأجعلهُ بلاسمَ من جروح

و قدْ كثرتْ على قلبي السهامُ

و مثلي - قدْ دريتَ - أخو عناء

تـَـعاورَهُ الجسارة و الهيامُ

كلا الطبعين كالأجبال عبءٌ

كـأني و المرادَ لنا خصامُ

فلما جئتني أحسستُ أنـّي

مقامي عندَ مثلِكَ لا يضامُ

و سلاني قدومكَ بعضَ شيءٍ

و صحبي في الرشافِ اليومَ ناموا

و كانوا ما مضى شُـعَـلا و ضوءً

فغابوا فالرّشلفُ يُرىَ ظلامُ

على أني ببعض تفاؤلاتي

أقولُ : مَردُّنا فيهِ انسجامُ

و هذي ( الريمُ ) عادتْ بعدَ هجر

سيتبعها إذاً قومٌ كرامُ

و يا ( الروحُ الجريحة ) دامَ عزفٌ

من الأشعار ما هدلَ الحمامُ

و ما هطلتْ خيالـُـكَ من قوافٍ

من الابداع مُـنـُـشِـئـُها إمامُ

و أرجو أن أراكَ تعودُ فـَـيْـضـًا

إلى ساحي و ليسَ لكَ انـْصِـرامُ

و يومَ السبتَ سوفَ أعودُ علـّي

تزاحُمُـني البراقـِـعُ و اللثامُ

 

قال خالد خالد:

أيا متنبي الرشف الكبيرُ

مقامك عندنا لا لا يضامُ

مقامك عندنا هام الثُّريّا

وحقّاً فوق ذاك لك المقامُ

تقول: مع المراد لك اختلافٌ

وحظّ الحرّ في الدنيا عدامُ

سلامة قلبك العاني المعنّى

ودمت لنا وعدّتْكَ السقامُ

تحرّك من قريضك بي همومٌ

لها في ظلمة الليل اضطرامُ

أثرْتَ بذكرك الإثنين قلباً

بدا من جور حُكْمهما حطامُ

يقولون القناعة كنز دنيا

وعند الله أرزاقٌ عظامُ

فصاحبت الطّوى فإذا نصُوحي

كبير البطن أغواه الطعامُ

أردت تقشّفاً فإذا بشيخي

له الجفنات تغْشاها اللئامُ

وزهّدت الهوى فرأيتُ عِفّةً

تخرُّ لهُ إذا هُزّ القوامُ

فعرّت شهوة الأحباب زيفهْ

وكم بلسانهِ خُفرتْ ذمامُ

كتمْتُ أسى الشجون وكلّ صبري

وقُلتُ العيش في عوَزٍ حرامُ

لما يُظْفَى على القمر المضيء

لنا سود الدياجير الغمامُ؟

ذكرتَ براقعاً ولثامَ ثغرٍ

تمنّى أن يصير لها زحامُ

أراك نسيت عن بطّولةٍ من

أسافلها يبين لنا الوشامُ

ولي في الخَطّ رسمٌ غيرُ عافٍ

كما في أرض نجدٍ ليْ مقامُ

وفي حبّ الحجاز ذرى النبوهْ

يليق لنا على الصدر الوسامُ

وددنا لو يدوم الرشف لكنْ

لعلّ الوقتَ أحيانا خِزامُ

وما زلنا بيوم السبت نسعى

ويوم السبت يبتديء الدوامُ