صحف ـــ آرامكو هي الصفقة التي استثنت السعودية من قرار ترامب

جمعة, 02/10/2017 - 13:15

منذ أن أعلنت الحكومة السعوديّة رغبتها بيع أسهم في شركة آرامكو النفطية العملاقة بدأت الأسئلة تدور حول الأسباب الرامية وراء قيام المملكة بهكذا خطوة. بعض المراقبين الدوليين رأى أن السبب مرتبط بشكل مباشر بالحالة الاقتصادية المزرية التي وصلت إليها المملكة بسبب عدم استقرار أسعار النفط "علما أن السعودية تلعب الدور الأكبر وراء هبوط أسعار النفط والعجز الكبير الذي لحق بميزانيتها، فيما ذهب البعض الأخر إلى اعتبار بيع أسهم الشركة بمثابة رشوة نفطية إلى أميركا، وخاصة بعد الذعر الذي أصاب أمراء آل سعود جراء تهديد الرئيس الأميركي لهم، ومطالبته السعودية بدفع الجزية مقابل حماية أميركا للعائلة المالكة كما ذهب بالتهديد إلى ماهو أبعد من ذلك حين قال انه سيسمح لأهالي ضحايا 11 أيلول بمقاضاة السعودية، واصفاً إياها بأنها أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم.

 

ولكن ماهو السبب الذي جعل ترامب يعدل عن تهديد السعودية؟!

 

هذا الجواب تجيبنا عنه صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية التي كشفت عن حصول بنك صهيوأميركي على أسهم في شركة "آرامكو" السعودية، علما أن هذه الشركة قد ذكرت في  السابق أنه سيتم طرح أولي لبيع الأسهم "واصفة إياه بأنه الأكبر في التاريخ" في بورصات لندن ونيويورك وهونغ كونغ، فكيف استطاع هذا البنك الجديد الحصول على هذه الأسهم ومن هم الأشخاص الذين يقومون بإدارة هذا البنك وهل له ارتباطات بالكيان الإسرائيلي؟

 

منذ إعلان الملك محمد بن سلمان بيع أسهم بشركة آرامكو، سعت الكثير من البنوك الغربية والأميركية لشراء أسهم بالشركة النفطية العملاقة، لكن البنك المذكور استطاع أن يسحب البساط من تحت هذه البنوك، والحصول على أكبر قدر ممكن من أسهم الشركة وبالتالي منح الكيان الإسرائيلي نفوذ أكبر داخل المملكة السعودية.

 

وقالت الصحيفة أنه تم اختيار بنك مولس للحصول على أسهم الشركة، وفقاً لمصادر مطلعة رفضت الصحيفة ذكرها.

 

وأفادت هذه المصادر أن حصول هذا المصرف الجديد والذي تأسس من قبل صانع الصفقات المخضرم "مولس كين" في خضم الأزمة المالية في الولايات المتحدة الأميركية عام 2007، على هذه الصفقة يمثل نقلة نوعية لهذا البنك، الذي استطاع إحكام قبضته على هذه الصفقة في حين أن الشركات الأوروبية والأمريكية تطالب بالدخول في هذه الصفقة المالية الكبيرة.

 

وتعتبر شركة آرامكو من أغلى وأكبر شركات النفط العالمية حتى أن قيمتها تتفوق على شركة أبل الاميركية وتصل القيمة الإجمالية للشركة السعودية إلى 2000 مليار دولار، ومن  المقرر أن تقوم الشركة كخطوة أولى بطرح 5% من أسهمها بقيمة تصل تقريباً إلى 100 مليار دولار أميركي في الأسواق المالية العالمية. وبطبيعة الحال فإنه من المحتمل أن تقوم الشركة بعرض أسهم أكثر في البورصة العالمية.

 

لماذا تريد السعودية خصخصة آرامكو؟

 

أعلن الملك محمد بن سلمان، في وقت سابق، أنه يريد خصخصة آرامكو وغيرها من الشركات وطرح برنامج خصخصة على نطاق واسع  بهدف تحسين الأوضاع الاقتصادية، وزيادة فرص العمل في السعودية خاصة بعد هبوط أسعار النفط.

 

وبالعودة إلى البنك الذي استطاع الحصول على هذه الصفقة كنا قد طرحنا في أول التقرير سؤال عن الأشخاص القائمين على هذا البنك وهل لهم علاقة بالكيان الإسرائيلي، كيف لا وخاصة بعد أن علمنا أن واحدا من كبار المستشارين في هذا البنك كان ضابطاً مخضرماً في الكيان الإسرائيلي يدعى "شالوم ياناي".

 

شالوم ياناي، ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي وواحد من قادة النظام الصهيوني وتم ترشيحه من قبل نتنياهو لرئاسة الموساد في السابق.

 

هذا الضابط القديم والذي تربطة بنظام الكيان الإسرائيلي روابط قوية، كان رئيساً لشركة  أدوية بالإضافة لترؤسه شركة زراعية للكيان الإسرائيلي.

 

من اقتراح بيع أسهم آرامكو؟

 

 لقد تم طرح هذا الموضوع في البداية من قبل ولي العهد السعودي وابنه الملك محمد بن سلمان الذي أراد من خلال عرضه بيع أسهم هذه الشركة الكبيرة وربما عشرات الشركات الأخرى، أن يقوم بزيادة العائدات وسد العجز في الخزينة العامة للمملكة.

 

واستنادا إلى اقتراح الملك فإن حجم رأس المال الاستثماري بعد بيع الأسهم سيصل في صندوق الاستثمار السعودي إلى 2000 مليار دولار، كما ستزيد كمية المال في هذا الصندوق مع ورود المشاريع المختلفة إلى داخل المملكة.

 

يذكر أن حجم العجز في الميزانية السعودية وصل إلى 100 مليار دولار مع  انخفاض سعر النفط العالمي.

 

وتجدر الإشارة إلى أن السعودية ماضية بمشاريع خصخصة لا تقتصر على مجال النفط بل تتعدى ذلك  إلى  مجالات أخرى في المجال العسكري والطبي والتعليمي، وأصبحت هذه المشاريع بيد شركات صهيونية وأمريكية حيث لم يعد الأمر خافياً على أحد.

 

 

 

المصدر: الوقت