البوابة 01/03/2017 في جبال جنوب غرب الصين التي يلفها الضباب وعلى بعد ساعة مشياً على الأقدام، تعيش مجموعة من الأشخاص في كهف كبير يضم 18 عائلة عازمة على البقاء فيه. وتنعم بلدة زونغدونغ هذه القائمة تحت الأرض بالكهرباء منذ فترة طويلة إلا ان صلتها الوحيدة مع العالم الخارجي هو مسلك متعرج عبر إقليم غيزو.
بيد ان التغير آت. فقد بنت شركة للتطوير السياحي للتو تلفريك يربط بين هذه ( البلدة الكهف والوادي ) بكلفة 15 مليون يوان (2,1 مليون يورو). وسيسهل وضع التلفريك في الخدمة اعتباراً من الأول من ايار/مايو حياة السكان الذين في امكانهم استقلاله مجاناً على ما تؤكد الشركة. ويضطر سكان زونغدونغ راهناً الى نقل الأغذية والسلع والأثاث التي يشترونها من أقرب مدينة إليهم والتي تقع على مسافة ثلاث ساعات، مشياً.
ويعبر بعض السكان عن حماستهم إذ يعتبرون ان التلفريك سيسمح بجذب المزيد من السياح لمشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة وهي ميزة مهمة في هذا الإقليم وهو من الأفقر في الصين.
إلا ان البعض الآخر ينتقد هذه الخطوة. ويقول وانغ شينغو (22 عاماً) وهو يقود قطيعه الى حظيرة بالقرب من الكهف الشاسع الذي يقع على عمق 200 متر «قبل 15 عاما وعدوا بشق طريق. إلا أنهم اكتشفوا بعد ذلك ان في امكانهم كسب المال مع هذا المكان فلم يشقوا الطريق». ويؤكد «عندما تقرر السلطات انها تريد تنمية موقع ما هي الوحيدة المستفيدة».
ويرى ايضا ان التلفريك «ليس وسيلة عملية» للسكان لأن نقل الدجاج والقطع الكبيرة لن يكون مسموحاً في العربات الموجهة خصوصاً الى سكان المدن الذين يريدون الاسترخاء و التمتع بوقتهم.
الكهف الشاسع الذي يرتفع سقفه عشرات الامتار، يضم منازل مصنوعة من مواد مأخوذة من هنا وهناك تحيط بها كومات من حطب التدفئة وغسالات وغسيل منشور فضلاً عن خضار تحيط بساحة صغيرة حولت الى ملعب لكرة السلة. وينتمي غالبية السكان الى أقلية مياو الإتنية التي تعد نحو عشـــرة ملايين نسمة في الصين. ويواجه المسنون صعوبة في تذكر أول شخص انتقل للعيش في الكهف. ويقول غالبية السكان «حصل ذلك قبل أجيال عدة».
المصدر:
وكالة الصحافة الفرنسية