منذ أزيد من سنتين وبلادنا تساس بروية؛ تساس بمنهج جديد عصي على الانمحاء عصي على ألا يتلمسه كل مهتم بالشأن العام.
أشياء كثيرة وكبيرة حصلت معنا في وقت وجيز. خطاب وادان الذي يتنزل في فلسفة المؤاخاة بين الناس؛ وتحديث عقد المواطنة بين الوطن والمواطن. حيث فتحت فيه الدولة كنانيش المساواة وأشرعت أبوابها أمام المنسيين؛ والذين همشوا بالولادة؛ حيث حدثهم رئيس الجمهورية بصوت عال أني أسمع وأتلمس ماتلاقونه في بلد ولدتكم فيهم أمهاتكم أحرارا.
واليوم في منتصف إبريل 2022 ومنتصف رمضان1443؛ يجلس فرقاء السياسة يمينا ويسارا موالاة ومعارضة وجها لوجه؛ لا للتباحث حول مخرج من حالة سياسية استثنائية؛ بل للحديث بحرية عن تسيير الاختلاف. وعن التشاركية في العملية السياسية؛ دون شرط أو قيد أو مناحٍ محظور الحديث فيها أو أخرى مباح فيها. لايجتمع الموريتانيون في عاصمة بلد مجاور ولاتحت إشراف وسيط أجنبي؛ بل في مباني وزارة الخارجية الموريتانية؛ والمشاركون موريتانيون والهم موريتاني.
قبل ذلك بقليل؛ تحدث رئيس الجمهورية بلغة بسيطة وصراحة غير مسبوقة عنا عن الارقام التي تشكل وسما على بلدنا؛ فكانت رسالة مدريد الصريحة مشفوعة بمؤتمر الشراكة بين القطاع العام والخاص في انواكشوط؛ تأسيسا لمنهاج في تعاطي الحكامة عماده المكاشفة وعدم اللف والدوران في مايصدر من سدة الحكم إلى عامة الشعب.
ثم اتضح بعد تشكيل حكومة ولد بلال 2 أن تقريب الإدارة من المواطن عنوان بارز ولون جديد ينضاف إلى سابقيه من الديناميكيات المستحدثة لم يعهدها الموريتانيون كثيرا من ساستهم.
وكمنتخب سابق بالبرلمان الموريتاني (الجمعية الوطنية) عن دائرة بتلميت؛ وفي إطار مقاطعاتي أضيق من الوطن افتتح الرجل مأموريته بتسمية وزير أول من المقاطعة كان أهلا لها؛ وأشرك الكثير من كوادر مقاطعتي ضمن كوكبة من ابناء الوطن في التنفيذ والتخطيط لما هو قيد الاعتمال؛ وولى إحدى النساء الشابات الكفؤات ملف العمل الاجتماعي والمراة فتولته عن جدارة. ثم الآن يقود أكبر الضباط رتبة في الدرك الوطني ونائبه سلكهما؛ وأوكل الرئيس لرجل وامراة من أكفاء أطر المقاطعة حقيبتين وزاريتين؛ وأوكل الأمانة العامة لوزارتين من وزارات البلد لإطارين كفؤين من أبناء المقاطعة؛ فضلا عن إدارة عامة لمؤسسة محورية وأكثر من رئيس وعضو مجلس إدارة.
نفس الشعور بالإشراك في الأمر والمشورة يتسرب بدرجات متفاوتة في الظهور والاختفاء إلى كل أو جل ولايات ومقاطعات ومراكز إدارة وبلديات الوطن.
غير أن المراد من هذا الاستطراد هو إظهار جانب جلي من التوفيق رافق الرئيس غزواني في إدارة البلد أرجو أن يثمنه أصحاب الرأي.
فنحن في منطقة هائجة مائجة تتنازعها أزمات حكامة وصلت لحمل السلاح خارج القانون داخل البلد الواحد في أكثر من بؤرة في محيطنا الجيوسياسي.
ونحن نستعد للانتقال المالي والاقتصاد الأعظم في تاريخنا وتاريخ محيطنا.
بدا للرجل أن إعدادنا واستعدادنا اجتناعيا و سياسيا وإداريا ومنهجيا لماهو قادم؛ مع الحد الأقصى من حفظ الموجود والحد من طلب المفقود؛ أولى من الطلاء على الشعر.
بالتأكيد مازال أمامنا كثير من اللمسات الضرورية؛ لكن ماقيم به حتى الآن وماهو قيد التنفيذ مُحمَّل بشحنة حصافة وروية وتوفيق لاتخفى على كل ذي لبٍّ تجرد ليرى ببصيرته لاببصره أين كنا وأين صرنا وإلام نحن سائرون.
ذ/الشيخ سيديا ولد موسى
عضو المجلس الوطني لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية ونائب سابق في عن مقاطعة بتلميت الجمعية الوطنية
شارك هذا الموضوع: