افتتح اليوم في العاصمة الصينية بكين المنتدى الثالث لمبادرة الحزام والطريق، وذلك بمشاركة العديد من الرؤساء ورؤساء الحكومات، والوفود الرسمية.
وتشارك في المنتدى وفود من 140 دولة، و30 منظمة دولية.
الرئيس الصيني شي جين بينغ أكد في كلمته خلال افتتاح المنتدى أن التعاون في إطار "الحزام والطريق" دخل مرحلة تنفيذ التفاصيل الدقيقة بعد مرحلة وضع الخطوط العريضة، أي تحويل الخطط إلى الوقائع، مؤكدا إنجاز عدد كبير من المشاريع المميزة، والمشاريع الصغيرة والنافعة لمعيشة الشعب..
وأضاف شي أن التعاون في إطار "الحزام والطريق" توسع من الترابط الصلب إلى الترابط الناعم، إذ أصبح التشاور والتشارك وتبادل المنافع والانفتاح والخضرة والنزاهة والمعايير العالية وتحسين معيشة الشعوب والتنمية المستدامة مبادئ توجيهية مهمة للتعاون في بناء "الحزام والطريق" بجودة عالية.
وقال الرئيس الصيني إن الدول الأعضاء في المبادرة عملت خلال العقد الماضي على تكوين شبكات الترابط والتواصل العالمية بريا وبحريا وجويا وسيبرانيا، وكانت تقوم على أساس الممرات الاقتصادية، وتتخذ الممرات الكبرى والطرق السريعة المعلوماتية كهيكل، والسكك الحديدية والطرق العامة والمطارات والموانئ وشبكات الأنابيب كدعائم، مما عزز بشكل فعال تداول السلع والأموال والتكنولوجيات والأفراد بين دول العالم، وجعل طريق الحرير القديم الممتد لآلاف السنين ينعم بحيوية جديدة في العصر الجديد.
صورة جماعية للقادة المشاركين في المنتدى
صورة جماعية للقادة المشاركين في المنتدى
وأكد شي جين بينغ أن المبادرة بعد حدوث جائحة فيروس كورونا المستجد أصحبت طريقا للحياة والصحة، حيث وفرت الصين أكثر من 10 مليارات كمامة، و2.3 مليار جرعة لقاح لمختلف الدول، كما تعاونت الصين مع أكثر من 20 دولة في إنتاج اللقاح، وقدمت من خلال ذلك مساهمة فريدة في مساعدة شركاء التعاون لبناء "الحزام والطريق" لمكافحة الجائحة، كما نالت الصين ما وصفه بالدعم الثمين من أكثر من 70 دولة عندما كانت تعيش في أخطر فترة من الجائحة.
ونوه الرئيس الصيني بأهمية الإنجازات التي تحققت في السنوات العشر الماضية من عمر المبادرة التي انطلقت سبتمبر 2013، ووصف هذه الإنجازات بالثمينة للغاية، مردفا أن تجاربها تستحق الاستخلاص.
وقال شي جين نبيع إنهم يدركون بشكل عميق أن البشرية تعيش في مجتمع مستقبل مشترك يعتمد فيه بعضها على البعض، مردفا أنه لن تكون الصين بخير ما لم يكن العالم بخير؛ وسيكون العالم أفضل عندما تكون الصين بخير، ومن خلال التعاون في بناء "الحزام والطريق"، أصبح باب انفتاح الصين على الخارج أوسع فأوسع، وتحولت المناطق غير الساحلية من "اللاعب المدافع" إلى "اللاعب المهاجم"، وارتفع الانفتاح والتنمية في المناطق الساحلية إلى مستوى أعلى، وأصبحت الروابط بين السوق الصينية والأسواق العالمية أوثق.
ولفت الرئيس الصيني إلى أن بلاده أضحت اليوم شريكا تجاريا رئيسيا لأكثر من 140 دولة ومنطقة، ومصدرا رئيسيا للاستثمار لعدد متزايد من الدول، واصفا الاستثمار سواء كان صينيا في الخارج أو أجنبيا في الصين بأنه يعكس الصداقة والتعاون، ويجسد الثقة والأمل.
وأضاف شي: "ندرك بشكل عميق أنه لا تنجز أعمال نافعة وعظيمة إلا من خلال التعاون والكسب المشترك، وطالما تكون هناك الرغبة في التعاون والعمل المنسق لدى دول العالم، ستتحول الهاويات إلى طرق ممهدة، ويتجول "البلد المنغلق بريا" إلى "بلد متواصل بريا"، وتتحول مستنقعات التنمية إلى أراض خصبة للازدهار".
وشدد الرئيس الصيني على أنه يتعين على الدول التي ينمو اقتصادها بسرعة أكثر أن تمد يدها إلى شركائها الذين يتخلفون عنها مؤقتا، مؤكدا أنه "طالما ينظر بعضنا إلى البعض كأصدقاء وشركاء ونتبادل الاحترام والدعم والمساعدة، سنجد أن إنجاح الآخرين يعني مساعدة أنفسنا، شأنه شأن طيب الورود الذي يبقى في اليد بعد إهدائها إلى الآخرين".
وزير الاقتصاد والتنمية المستدامة عبد السلام ولد محمد صالح، ومدير التمويلات و التعاون في الوزارة محمد سالم ولد الناني خلال حفل افتتاح المنتدى (الأخبار)
وزير الاقتصاد والتنمية المستدامة عبد السلام ولد محمد صالح، ومدير التمويلات و التعاون في الوزارة محمد سالم ولد الناني خلال حفل افتتاح المنتدى (ورأى الرئيس الصيني أن "اعتبار تنمية الآخرين والاعتماد المتبادل اقتصاديا تهديدا أو خطرا لن يجعل صاحب هذا المنهج يعيش بشكل أفضل أو ينمو بشكل أسرع".
وأكد شي جين بينغ تجاربهم في السنوات العشر الماضية أن التعاون في بناء "الحزام والطريق" يقف إلى الجانب الصحيح للتاريخ، ويتطابق مع منطق التقدم للعصر، ويسير على الطريق المستقيم في العالم.
وأضاف "من الضروري أن نعمل يدا بيد على مواجهة كافة المخاطر والتحديات العالمية بالموقف المسؤول تجاه التاريخ والشعب والعالم، مع التحلي بالصمود ورباطة الجأش في ظروف متغيرة ومتقلبة، بما يخلق مستقبلا مشرقا يسوده السلام والتنمية والتعاون والكسب المشترك للأجيال القادمة".
وتحدث خلال حفل افتتاح المنتدى الذي أقيم في قصر الشعب وسط بكين الرئيس الصيني شي جين بينغ، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز، ورئيس أندنوسيا جوكو ويدودو، ورئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد، والأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش.
ومثل موريتانيا في المنتدى وزير الاقتصاد والتنمية المستدامة عبد السلام ولد محمد صالح.