الأمن المائي في القدية ... مخاوف في محلها

سبت, 02/24/2024 - 17:34

من مفاهيم الأمن المتعددة والتي لا يستغني بعضها عن بعض : الأمن المائي ، والأمن الغذائي ، وقد جربت شعوب وقارات ومدن وقرى استنزاف المخزون المائي فكانت نتائج ذلك كارثية ، وإننا اليوم في قرية القدية بولاية تكانت نعيش بوادر استنزاف للمخزون القليل للمياه الجوفية ، التي تعيش القرية ووتقرى على شربها ، ويتمثل ذلك الاستنزاف والهدر في تسابق أصحاب النفوذ ( المالي والسلطوي )على حفر الآبار الارتوازية بغية سقي النخيل والأنعام تارة ، وإحياء وتملك الأرض تارة ..واستعراض العضلات المالية تاراة أخرى
وإذ أبارك لكل مسلم ما أنعم الله عليه به ، وأرجو له السلامة دنيا وأخرى منه ، فإنني أنبه إلى خطورة استنزاف المياه الجوفية وضرورة أن يتحمل الجميع المسؤولية في ذلك ، ويتفق سكان القرية والوادي عموما على ميثاق شرف بموجبه لا يحفر بئر ارتوازي في الوادي ويتم التوقف النهائي عن استغلال ما تم حفره ، وفي المقابل تتركز الجهود لحفر آبار ارتوازية بعيدة عن القرية نسبيا بحيث لا تتأثر البحيرة المستغلة لشرب السكان بها ويتم جذب المياه منها للواحة النخيلية وما عساه يكتنفها من زراعات وخضار
أما إذا لم تغلق الآبار المفتوحة الآن بشكل عام فيوشك أن تنضب البحيرة – خاصة أن بعض الآبار الشخصية أعمق من البحيرة المستغلة - وحينئذ ستكون الهجرة هي الحل الوحيد أمام القرية البالغ عدد سكانها أكثر من أربعة آلاف نسمة ، فقبلنا لما شاعت فوضى (الصونداجات) ذاق سكان قرى قريبة كانت تنعم بالأمن المائي الأمرين من العطش والهجرة بفعل قلة المياه
و كلنا يعلم قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم : الناس شركاء في ثلاث : الماء ، والكلأ ، والنار (رواه الإمام أحمد وصححه الألباني)
فليعط مسؤولونا ونافذونا لهذه الشراكة معناها ، وليتقوا الله في استغلال ما لايملكون ملكا خاصا من الثروات وخاصة المياه ، فالماء هو عصب الحياة كما يقولون .