
بدأت أمس الجمعة في عموم التراب الوطني، بإشراف مباشر ورعاية سامية من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، عمليات غرس الأشجار ضمن برنامج الأسبوع الوطني للشجرة الذي يتم إحياؤه في فاتح أغسطس من كل سنة تحت شعار: “لنعمل من أجل موريتانيا خضراء”.
وتميّزت هذه الذكرى بتنظيم لوحات عرض من طرف الإدارات المركزية والمؤسسات والمشاريع التابعة لوزارة البيئة والتنمية المستدامة، بهدف لفت الانتباه إلى الجهود المضنية المُقام بها في مجال المحافظة على الطبيعة، واستعادة الأراضي، والحفاظ على التنوع البيولوجي، مع منح عناية خاصة لدور الشجرة في رفع التحديات البيئية والمناخية.
ومن بين اللوحات المعروضة خلال حفل إطلاق فعاليات الأسبوع الوطني للشجرة، تلك المتعلقة بالجهود المبذولة من طرف مديرية التقييم والرقابة البيئية حول المعدات الحديثة لمراقبة البيئة من قبل هذه المديرية، التي تعد الجهاز الرئيسي للرقابة البيئية.
وتشمل هذه المعدات محطات ثابتة لقياس جودة الهواء والتربة والموارد المائية، وأطقمًا ميدانية لتحليل المياه، وأجهزة للكشف عن المعادن الثقيلة، وأنظمة لمتابعة المخلفات الصناعية، مما يتيح الانتقال من رقابة تقديرية إلى مراقبة عملية دقيقة قائمة على بيانات موثوقة.
وفي هذا الصدد تم إعداد الوضع المرجعي للملوثات الدقيقة في المناطق البحرية والشاطئية بالتعاون مع المعهد الموريتاني لبحوث المحيطات والصيد، ومختبر ONISPA، وجامعة نواكشوط.
كما تم إنجاز دراسات حول جودة الهواء في المناطق الصناعية في مقاطعات توجنين والميناء، وتنفيذ مشروع تجريبي لاسترجاع أبخرة الزئبق في مدينة الشامي.
وأوضحت مديرة التقييم والمراقبة البيئية بوزارة البيئة والتنمية المستدامة، السيدة خديجة بنت اسنيح، في لقاء مع الوكالة الموريتانية للأنباء، أنه تم إطلاق نظام للرصد والإنذار المبكر في المراحل القادمة، خصوصًا في المناطق الأكثر تعرضًا لمخاطر التلوث الصناعي في كل من نواكشوط ونواذيبو، إضافة إلى المناطق التعدينية في إنشيري وتيرس زمور، وكذا في المناطق الزراعية على مستوى الضفة.
ونبّهت إلى أنه بفضل هذه المعدات تعزز موريتانيا قدراتها الرقابية لمكافحة التلوث وحماية المواطنين.
وقد شاركت في هذا العرض الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير بلوحات عكست برنامجها للتشجير والبذر المباشر لسنة 2025، الذي وصل إلى 500 هكتار من التشجير، و587 هكتارًا من البذر، و2913 هكتارًا من البذر المباشر، وهو ما مجموعه 4000 هكتار.
وتشمل عمليات البذر ولايات: الحوضين، ولعصابة، وتكانت، ولبراكنة، واترارزة، لكونها الولايات التي يمر بها مسار الوكالة الإفريقية للسور الأخضر الكبير.
وتعنى الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير بتنفيذ الجزء الموريتاني من مبادرة السور الأخضر الكبير الإفريقية، التي تعتبر إحدى المبادرات القارية الرائدة، والتي تسعى إلى استعادة النظم البيئية المتدهورة، والحفاظ على التنوع البيولوجي، وتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز صمود المجتمعات الهشة في مواجهة التغيرات المناخية.
وشاركت في العرض كذلك الحظيرة الوطنية لجاولينغ بعنوان: “أشجار المانغروف كنز من التنوع البيولوجي تجب حمايته”.
كما شارك فيه مشروع الاستثمار في المناطق الشاطئية في غرب إفريقيا “واكا”، من خلال عرض يشرح الوظائف البيئية والاقتصادية والاجتماعية للشجرة.
يذكر أن فعاليات الأسبوع الوطني للشجرة انطلقت بغرس حوالي 1400 شجيرة ظلال وزينة على جنبات الطريق المعبد الرابط بين ملتقى طرق “البراد” شرقًا، وسوق السمك بشاطئ الصيادين التقليديين جنوب غربي العاصمة نواكشوط، على مساحة سبعة كيلومترات. وتتولى وزارة البيئة والتنمية المستدامة توفير الشتلات، فيما يتولى الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين سقيها وصيانتها ومتابعة عمليات الغرس في هذا الموقع.
وقد أعدت وزارة البيئة والتنمية المستدامة برنامجًا للتشجير مع مندوبياتها الجهوية، التي تتوفر على مشاتل لإنتاج الشتلات متفاوتة في قدراتها الإنتاجية.
ويعكس هذا الجهد حرص السلطات العليا في البلاد على تجسيد شعار الأسبوع الوطني للشجرة “لنعمل من أجل موريتانيا خضراء” على أرض الواقع، عبر تشجير مكثف لكل مناطق البلاد خلال هذا الأسبوع وما بعده، خاصة في موسم الأمطار للاستفادة من التساقطات المطرية.