
في إطار جولتها التحسيسية بمناسبة الأسبوع الوطني للشجرة، أدت معالي وزيرة البيئة والتنمية المستدامة، السيدة مسعودة بنت بحام ولد محمد لغظف، اليوم، زيارة ميدانية إلى “تامورت بوكاري” التابعة لبلدية أغورط، رفقة والي لعصابة، السيد عداهي اخطيرة، وعدد من المسؤولين والفاعلين في المجال البيئي.
وخلال الزيارة، تلقت معالي الوزيرة شروحاً فنية قدمها المدير العام للوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير، السيد سيدنا ولد أحمد اعل، وفريق من المستشارين والخبراء، تمحورت حول الخصائص البيئية الفريدة للمنطقة، باعتبارها إحدى المناطق الرطبة الوطنية، والتدخلات التي استفادت منها في إطار مشروع التكيف وصمود المناطق الرطبة القارية ضد التغيرات المناخية، المنفذ من قبل الوكالة بتمويل من الصندوق العالمي للبيئة وبشراكة مع الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (UICN).
وتقع تامورت بوكاري على بعد 70 كلم من طريق كيفه – الطينطان، وتغطي مساحة تقارب 800 هكتار، حيث تحتفظ بمياه الأمطار لمدة ستة أشهر سنوياً. وتزخر المنطقة بتنوع بيولوجي نادر، يضم 95 صنفاً من النباتات المحلية، و82 نوعاً من الأشجار، و35 أسرة نباتية، فضلاً عن تماسيح النيل، القردة الحمراء، و25 نوعاً من الطيور المائية، وأربعة أنواع من الحيتان، وهي كائنات مهددة بالانقراض.
كما شملت زيارة الوزيرة قرية أفام لخذيرات، التي تحتضن سوقاً مخصصاً للمنتجات الغابوية غير الخشبية، أنشئ سنة 2024 بدعم من مشروع التكيف وصمود المناطق الرطبة. ويضم السوق خمسة مستودعات لحفظ منتجات التعاونيات النسوية، التي تنشط في مجال الصناعات التقليدية والحبوب المحلية والخضروات.
وتستفيد من هذه البنية خمس تعاونيات نسوية: ازدهار، الفضي، الخير، التوفيق، بوكاري، وتضم حوالي 100 امرأة ريفية، تلقين تكوينات متخصصة في مجالات إعداد الكسكس، واستخراج الزيوت الطبيعية (خصوصاً من نبتة التوكة)، وتقنيات التحويل الغذائي، إضافة إلى دعم لوجستي يشمل مراجل الطهي والعربات.
وخلال الزيارة، وزعت الوزارة كميات من الشجيرات على التعاونيات، وحثت النساء على الانخراط في جهود التشجير والمحافظة على الغطاء النباتي، مشددة على أهمية الشجرة كرمز للمقاومة البيئية في وجه التصحر والجفاف.
وفي تصريح لوكالة الأنباء الموريتانية، أكدت معالي الوزيرة أن زيارتها تأتي في إطار الأسبوع الوطني للشجرة، مشيرة إلى أهمية التشجير في استعادة الأراضي، ومكافحة الجفاف، وتنقية الهواء، تماشياً مع نداء فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني إلى المواطنين للمشاركة الفاعلة في حماية البيئة.
وقد أُشفع برنامج الزيارة بغرس رمزي لأشجار الهليج “تيشط” على تخوم تامورت بوكاري.
من جانبه، أوضح المندوب الجهوي لوزارة البيئة على مستوى ولاية لعصابة، السيد محمد الأمين ولد سنيكه، أن برنامج التشجير لهذه المناسبة يشمل غرس أكثر من 23 ألف شجيرة، موزعة على مكونتين: الأولى مخصصة لأشجار الظل في الفضاءات العامة، والثانية للمحميات الرعوية.
وأشار إلى أن المشتلة المركزية للمندوبية أنتجت 11 نوعاً من الشتلات، منها خمسة للظلال وستة رعوية، مؤكداً أن الولاية تتمتع بتنوع بيئي يرتبط بالتساقطات المطرية، وتنقسم إلى منطقتين بيئيتين: الأولى من بلدية كيفه إلى تناها، والثانية من شمال كيفه إلى بومديد وكرو وباركيول، حيث تزداد الكثبان الرملية وينخفض الغطاء النباتي.
واعتبر المندوب أن المنطقة تعاني من ضغوط بيئية بسبب الاعتماد الواسع على الخشب كمصدر للطاقة في القرى، مما يزيد من استنزاف الموارد الغابوية، مشيراً إلى أن المندوبية تواصل جهودها في التوعية البيئية والتعامل مع المخالفات.
وقد رافق معالي الوزيرة في هذه الزيارة وفد من السلطات الإدارية والأمنية، بالإضافة إلى المدير العام للوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير، وعدد من الفاعلين في القطاع البيئي.