مدح أحد الشعراء الحسانيين بعض أمراء ترارزه بقطعة نالت إعجاب الأمير... فأعطاه الأمير جملا برحله وكل مستلزماته، و ثياب راقية.. تتمثل في دراعة وسراويل ولثام.. ومبلغا ماليا معتبرا... وتعهد له أن يجد هذه الحبوة كل سنة..
و في إحدى المرات جاء الشاعر إلى محصر ترارزه.. وأقام فيه ما شاء.. وعندما أراد الرجوع إلى أهله أعطاه الأمير الجمل والثياب على أن يسلمه المال في اليوم الموالي...
خرج الشاعر مساء ليجرب جمله الجديد.. و ما كاد يبتعد حتى شاهده فحل من الإبل فجرى خلف جمله، مما اضطر جمل الرجل إلى أن يقتحم به شجرة، فانقطعت حبال الرحل و شرد الجمل وتمزقت الثياب حتى لم يبق منها إلا اللثام..
و كان محمد ولد أبنُو ولد احميدن وقتئذ في المحصر وعلم بما جرى للشاعر.. وأنه دخل الحي تحت جنح الظلام، وليس عنده من الثياب غير لثامه الذي صار يستر به ما لا بد من ستره..
وفي المساء بدأت سهرة فنية كبيرة تنعشها بنات أنكَذي.. جليت وعيش.. فجلس محمد ولد أبنُو في مكان خفي من المجلس.. وتوعد كل من يذكره باسمه...تتابعت السهرة.. حتى غنت المطربات (شورا) هو:
لعليب آن نعرف بــــلُ بل مان كَابل نسميه
بي خايف من يفطن لُ حد ؤرايَ وإتم إجيه..
عند ذلك جلس ولد أبنُو بعد أن كان مضجعا.. وقال... كَولُ:
"حامـــــــد لله أل ذل منَ كَافَ عندُ حوليه
ولَ بيه ؤذاك أمن أل يحمد ملان حد أعليه!"
فضحك الجمع الذي وهم على علم بما وقع للشاعر... أما الشاعر فما كان منه إلا أن خرج من المحصر وأقسم ألا يعود إليه بعد تلك الليلة.. فسقط عن الأمير ما كان أوجب على نفسه في حق الشاعر....
الأستاذ: سيدي محمد ولد متالي