البوابة 01/03/2017 ــ تزايد اهتمام الجزائر بإنتاج الطاقات المتجددة، أو النظيفة، بشكل غير مسبوق، مع حرص الحكومة على تنويع مصادر الدخل، في ظل تراجع أسعار النفط في السنوات الثلاثة الأخيرة.
وتسعى الحكومة الجزائرية لإنجاز محطات جديدة لإنتاج الطاقة الشمسية، في إطار مخطط صادقت عليه الحكومة في فبراير/شباط 2016.
ويحدد المخطط شروط الإعلان عن المناقصة الوطنية والدولية الخاصة بإنتاج و توزيع 4000 ميغاواط من الكهرباء، عن طريق الطاقة الشمسية.
وفي وقت سابق صرّح وزير الطاقة الجزائري، نور الدين بوطرفة، أن البرنامج الوطني لتطوير الطاقات المتجددة (الطاقة الشمسية والرياح)، يهدف إلى إنتاج 22 ألف ميغاواط بحلول 2030، وهو ما سيسمح برفع حصة الكهرباء من مصادر متجددة إلى ما يفوق 27 في المئة من الإنتاج الوطني للكهرباء.
ويتزايد اهتمام السلطات الجزائرية بمشاريع الطاقة الشمسية بسبب المخاوف من تراجع مداخيل البلاد من العملات الأجنبية، وخاصة بعد انهيار أسعار النفط في السنوات الثلاثة الأخيرة، فضلا عن إمكانية تنويع مصادر الدخل والتصدير إلى أوروبا مستقبلا.
ويرى الخبير الاقتصادي والمختص في شأن الطاقة الجزائرية، عبد الرحمن مبتول، أن تزايد الاستهلاك المحلي للبترول سيواصل تقليص الكميات المتاحة للتصدير، ويتنبأ بزوال هذه الكميات في نهاية 2030، مما يدفع الحكومة الجزائرية إلى يجعل اللجوء إلى الطاقات المتجددة هدفا استراتيجيا. وقال مبتول في مقابلة حصرية ان الإشكالية المطروحة حالياً تتعلق بمداخيل المحروقات المنخفضة بعد انهيار سعر البترول، «وبالتالي السؤال هو كيف يتم تجنيد رأس المال وتوظيفه في مشاريع الطاقات الشمسية، وإنتاج الكهرباء من هذه الطاقة النظيفة».
ومضى قائلا «لو تبقى مداخيل المحروقات بهذه الوتيرة المنخفضة، لا يمكن للشركات المحلية أو الأجنبية الاستثمار في قطاع الطاقات المتجددة». وتعد منطقة عين صالح، في محافظة تمنراست (جنوب)، من المناطق الأشد حرارة في العالم، «لذلك فإن كمية الطاقة الشمسية التي تضرب سطح عين صالح ومناطق الصحراء الجزائرية الأخرى، تكون جد هائلة ولكن المشكلة تمكن في الاستثمار والأسعار». وصنف آخر تقرير للبنك الدولي، نشر منتصف الشهر الجاري، الجزائر كأحد البلدان الرائدة في مجال الطاقة المستدامة ضمن مجموعة البلدان النامية. وأوضحت الدراسة، المعنونة بـ»المؤشرات التنظيمية من أجل طاقة مستدامة»، أن الجزائر تمكنت من فرض نفسها كأحد الرواد في مجال الطاقة المستدامة، وصنفت ضمن 45 بلداً في العالم بفضل رصد سياسة طاقة قوية.
واحتلت الجزائر الموقع الأول ضمن البلدان التي جمعت بين 67 و100 نقطة المسماة المنطقة الخضراء حسب الترتيب الذي يضم منطقتين صفراء وحمراء.
المصدر:
وكالة الاناضول