البوابة ــ, 12/06/2017 الأغبياء يحيطون بالجميع في جميع المجتمعات الشرقية والغربية، ولا أحد يستطيع أن يخمن ماذا يمكن أن يتصرف هؤلاء الناس، فهم يتسببون من حيث لايدرون في خلق مشاكل كثيرة للآخرين دون أن يحققوا أي غاية أو فائدة لأنفسهم، هذا الأمر من شأنه أن يسبب خلل في بنية وتركيب وازدهار المجتمعات ولا أحد يعلم كيف ممكن أن يتصرف مع هؤلاء الناس، حيث لا توجد وصفة جاهزة للتعامل معهم لذلك لا يبقى أمام غير الأغبياء سوى معالجة الأضرار التي تسبب بها الأغبياء أو الضحك في حال كان التعامل مع الموضوع مستعصي.
ولمحاولة تشخيص هذه الحالة التي شكك العلماء بأنها تعود للعامل الوراثي فقط، قدم لنا "كارلو سيبولا" وهو أستاذ التاريخ الاقتصادي في جامعة كاليفورنيا، خمسة قوانين أساسية للغباء البشري، وما فعله سيبولا لا يقل أبداً عما بذله العلماء من جهد منذ القدم لوضع قوانين تفسر علاقة الجسيمات على مستوى الذرة وصولا للكواكب والمجرات، ها نحن الآن نتعرف على قوانين تفسر غباء البشر.
ربما إذا علمت بهذه القوانين وفهمتها بشكل جيد يمكنك أن تتعامل مع الأغبياء بصورة أفضل، فهذه القوانين التي اعتبرها الكاتب ثورة حقيقة في عالمنا الحالي ورأى أنها لا تقل عما طرحه الفلكي "جوهانس كلبر" في أوائل القرن الـ 17 من قوانين جديدة لحركة الكواكب، ولا تقل أيضا عما وضعه "إسحاق نيوتن" من قوانين أرسى بها أسس الميكانيك الكلاسيكية.
القوانين الأساسية للغباء البشري
أولا: دائماً يستهين الجميع بعدد الأغبياء في محيطنا
الغاية من هذا القانون هو إعدادك لمواجهة ما يمكن أن تتعرض له، والذي باختصار يتمثل في أن هناك جحافل من الناس الذين يقومون بأشياء غبية، ودون أن تلاحظ ذلك في كثير من الأحيان؛ فهناك دائمًا المزيد منهم "أكثر بكثير مما تعتقد".
ثانيا: احتمالية أن يكون إنسان ما غبيا هو في الواقع أمر منفصل عن أي سمة من سمات الشخص نفسه
بحسب سيبولا فإن أي شخص سواء كان مفكرا أو جاهلا، من ذوي الياقات الزرقاء أو البيضاء، سواء من لديه ذكاء دراسي من العلم والكتب أو ذكاء حياتي من خبرات الحياة، فإنه يمكن أن يكون غبيا.
إضافة إلى ذلك، تمتد الحماقة بنسب متساوية تقريبا في جميع مستويات المجتمع؛ معدل الغباء الموجود بين الحائزين جائزة نوبل مرتفع بالنسبة نفسها الموجودة بين السباحين الذكور في المنتخب الأولمبي للولايات المتحدة.
وتكلم سيبولا عن نتائج القانون الثاني في كتابة معتبرا أن نتائجها مخيفة جدا، فهذا القانون يدل على أنه لا يهم ما إن كنت من نخبة متميزة أو كنت جزءا من مجموعة صيادين، سواء عزلت نفسك أو قررت قضاء بقية حياتك بين الناس لا بد أن تقابل دائما نسبة الأغبياء نفسها التي هي وفقا للقانون الأول كثيرة، وستصدمك وتتخطى جميع توقعاتك.
ثالثاً: الشخص الغبي هو الشخص الذي يتسبب في خسائر لشخص آخر أو مجموعة من الأشخاص، ولا يعود عليه الأمر بأي استفادة من ذلك بل ربما تجعله يتكبد خسائر فادحة.
يقول سيبولا في كتابه أن الشخص الذي يبدأ شجارا في استراحة، أو لاعب كرة القدم الذي يرتكب خطأ جسميا، أو الشخص الذي يلعب ألعاب الفيديو ويصاب بنوبة غضب تجعله يقرر تدمير فريقه، كل هؤلاء يعدون أشخاصا أغبياء؛ أفعالهم طائشة تماما وغير مبررة لدرجة يجد فيها العقلانيون صعوبة في فهمها.
ويوضح سيبولا أن معظم حياتنا اليومية تتألف معظم حياتنا اليومية من حالات نخسر فيها شيئا مما يلي (المال، الوقت، الطاقة، الشهية، البهجة، الصحة الجيدة) بسبب فعل مناف للعقل من شخص ما لا يستفيد بطريقة أو بأخرى من التسبب لنا بكل ذلك الحرج أو الأذى؟
رابعاً: دائما ما يستهين الأشخاص غير الأغبياء بالقوة المدمرة الموجودة لدى الأشخاص الأغبياء
يتساءل سيبولا في هذا القانون عن الأسباب التي تجعل أفراد المجتمع يشجعون الغباء ويرى أننا دميعا مذنبون في هذا الأمر، فعلى وجه الخصوص نجد أن الأشخاص غير الأغبياء ينسون باستمرار أنه في كل زمان ومكان وتحت أي ظرف من الظروف فإنهم يضطرون إلى التعامل مع أشخاص أغبياء، وهذا الخطأ يكلفهم الكثير.
خامساً: الشخص الغبي هو الأكثر خطورة على الإطلاق
يرى سيبولا أن الأغبياء هم أكثر خطورة على المجتمع حتى من قطاع الطرق أنفسهم، فقاطع الطريق قد يكلف الآخرين خسائر فادحة ولكن على الأقل يجني فوائد لنفسه؛ أما الأغبياء يلقون بالمجتمع كله إلى الهاوية دون أي فائدة لأنفسهم.
المصدر: الوقت