الجيش و الاستخبارات ... درعُ الوطن و عينه اليقظة / اسماعيل السعيدي

سبت, 08/11/2018 - 13:31

وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ. صدق الله العظيم
قبل خوض الموضوع أود أن أشير في البداية إلى أن الهدف من المقال، هو إنارة الرأي العام الوطني و الشعب الموريتاني حول هيكلة
و دور مؤسستي الجيش و الاستخبارات في الحفاظ على كيان الدولة و مكتسباتها ، و سعيا مني إلى إزالة اللبس الحاصل لدى البعض .
يعتبر الجيش أهم مؤسسة في الدولة لدوره الكبير و الحساس، المتمثل في الحفاظ على كيان الدولة، و حمايتها من التهديدات الخارجية كالإرهاب و الجريمة المنظمة و الهجرة غير الشرعية، كما يساهم الجيش في رقابة الاقتصاد البحري و يتدخل في العمل الإنساني إن دعت الضرورة إلى ذلك.
يتكون جيشنا الوطني من عدة جيوش برية ،جوية ، و بحرية تتبع كلها للقيادة العامة لأركان الجيوش التي تضم عدة مكاتب ) المكتب الأول ، المكتب الثاني، المكتب الثالث والمكتب الرابع( و مديريات و هيئات من أهمها ، مديرية المعلوماتية ، كتيبة القيادة و الخدمات ، القوة الضاربة للقيادة العامة للأركان التي تتولى مهمة تأمين و حماية الاركان العامة.
تتبع أيضا لقيادة الأركان العامة مناطق عسكرية مستقلة لها نطاق مسؤولية محدد تتواجد به وحدات تقوم بتأدية مهام الجيش الوطني، كما تتبع كذلك لقيادة الأركان العامة عدة تشكيلات عملياتية و تقنية كالكتيبة الاولى للصاعقة و المظليين ، الكتيبة الثانية للصاعقة، و مديرية المدفعية.
و تتبع للجيش أيضا عدة مدارس و مراكز للتدريب كالمدرسة العسكرية لمختلف الأسلحة بأطار ، المدرسة الوطنية للأركان، المدرسة العليا متعددة التقنيات، مركز التكوين الفني للجيش ، المركز الوطني لتدريب المغاوير.
جيشنا الوطني مؤسسة جمهورية، مصنع للرجال الوطنيين تذيب الفوارق و الأصول و هو قلعة من قلاع الوفاء و الانضباط ، كما أنه مدرسة للشرف سقط الكثير من أبناءها في ساحة الشرف دفاعا عن الوطن و مكتسباته.
فيما يتعلق بالاستخبارات فإن دورها مكمل لدور القوات المسلحة و قوات الأمن، فالمعلومات التي تقدمها هي التي تمكن القواتِ من التحرك و التدخل ، حيث تقوم الاستخبارات بجمع المعلومات المختلفة عسكرية كانت ،سياسية أو اقتصادية ، داخل الدولة و خارجها و تقوم بتحليلها و وضعها تحت تصرف القيادة السياسية للبلد، و هو ما يساهم بشكل فعال في عملية تقدير الموقف و اتخاذ القرار .
إن طرق جمع المعلومات يجب أن تبنى على أسس سليمة و صلبة مرجعيتها الصدق و الصرامة و تأخذ في الحسبان ضرورة تكوين و تأهيل الكادر البشري على استخدام و استغلال مختلف العلوم، خاصة التكنلوجية منها ،و إنتاج وسائل جديدة لجمع المعلومات.
يتكون الجهاز الإستخباراتي لأي دولة في العالم، من جهاز للإستخبارات العسكرية و جهاز للإستخبارات الخارجية و مكافحة التجسس و جهاز للإستخبارات الداخلية وأي غياب للتنسيق بين هذه الأجهزة قد يؤدي إلى ضياع روح المعلومة وهو ما قد يضر بشكل كبير بالقرارات الإستراتجية للدولة.
في بلدنا يطلق المكتب الثاني على الإستخبارات العسكرية ، ودوره الأساسي هو جمع المعلومات عن العدو (التحرك،مصادر التمويل،السلاح، عدد الأفراد إلى غير ذالك) كما يقوم أيضا بمتابعة معنويات الأفراد و مكافحة التجسس داخل المؤسسة العسكرية.
تُوكل مهمة الإستخبارات الخارجية في بلدنا إلى مكتب الدراسات و التوثيق ، التابع لرئاسة الجمهورية و المعني بجمع المعلومات عن التنظيمات و البلدان الخارجية (خاصة المعادية منها لبلدنا)، وكشف كل مخطط خارجي يسعى إلى زعزعة أمن الوطن و استقراره. أما الإستخبارات الداخية فتوكل إلى جهاز أمن الدولة الذي يتولى كشف وتفكيك الخلايا الإرهابية النائمة وتعقب كل شخص مشتبه به.
إن التحدي الأول الذي يواجه العالم هو الإرهاب، الذي تصعب مواجهته دون تبادل للمعلومات بين الدول و التنسيق بينها ، و نتيجة لذالك و بمبادرة من بلدنا وثمرة للتعاون مع أشقائنا و جيراننا الأفارقة تم إنشاء مجموعة دول الساحل الخمس وعيا منا و من أشقائنا بضرورة العمل سويا على اجتثاث الإرهاب من المنطقة.
إن الإستراتجية الناجحة التي وضعتها موريتانيا لمحاربة الإرهاب ، و التي ضحى من أجل إنجاحها أفراد قواتنا المسلحة الباسلة ، أظهرت نجاحا كبيرا في التصدي للإرهاب أمنيا و فكريا.
إن إنشاء قوات للدفاع الجوي وتطوير سلاح الجو(إقتناء طائرات من الجيل الحديث و زيادة عدد القواعد الجوية) و تنويع مصادر السلاح ورفع الكفائة القتالية للأفراد ووضع استراتيجية للصناعة العسكرية ، يعتبر من أهم التحديات التي يجب التغلب عليها من أجل رفع مستوى جاهزية جيشنا.
وفي الأخير لا يسعنا إلا الإشادة بقواتنا المسلحة قيادة و ضباطا وضباط صف و جنود عاملين، على دورهم المحوري في حماية الوطن و صيانة مكتسباته، كما نثمن الدور الذي تقوم به الوحدات المنتشرة على جبهات عدة ضمن مهام حفظ السلام الأممية.
عاشت موريتانيا متحدة و قوية