إنّ واجب العلماء في كلّ عصر هو المحافظة على أمانة نصوص الكتاب والسنة وما بنى عليهما العلماء من الإجماع والقياس. فعلى عاتق العلماء والنخبة الدينية تقع مسؤولية الوقوف في وجه خطاب التطرف والعنف، الذي يهدد الأوطان بترويجه للمفاهيم الخاطئة وقيم الصراع والمغالبة وإذكاء الانتماءات الضيقة، فالعلماء هم السد المنيع ضد هذا الخطر بالتوعية بقواطع الشريعة والتربية على قيمها المركزية، قيم السلام والمحبة والخير. إننا بحاجة ماسة إلى شراكة بين حكومات وعلماء بلداننا، وتواصل وتفاهم بين علمائنا وشبابنا للوقوف في وجه هذه المخاطر والتحديات.
إن الحديث عن السلم وأولويته والرد على التطرف موضوع يفرضه الواقع بإلحاحه الدائم المتجدِّد. إن واجب الوَقت اليوم هو البَحث عن السَّلام ووقف الإحتراب، الذي أرهق الأوطان وأساء إلى الأديان، تلك هي المهمة التي ينبغي أن نضطلع بها جميعا، تَأصيلا وتوصيلا، وأن تعقد من أجلها المؤتمرات وتطلق لها المبادرات، وأن تكون دعوتنا دعوةً واحدةً لإحلال السلم محل الحرب والمحبة مكان الكراهية والوئام بدل الاختصام، وأن نبحث عن مسوغات السلام والعافية بدلا من مبررات الفتن والحروب الجاهلية.
السّلام والمحبة هي رسالتنا إلى البشرية، ذلك هو وَاجبنا الديني ومسؤوليتنا الإنسانية.
رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة
و رئيس مجلس الامارات للافتاء