
تُقدِّم ولاية اترارزة لموريتانيا عبر أجيالها المتعاقبة نماذج مضيئة من الكفاءات الوطنية التي جمعت بين العلم والتجربة والإخلاص في خدمة الوطن. ومن بين هذه الوجوه البارزة يسطع اسم الخبير المالي الشيخ الولي ولد سعد بوه ولد الخليفة، الذي نسج لنفسه مسيرة مهنية راقية، اتسمت بالنزاهة والجدية والانضباط، فكان مثالاً للموظف العمومي الذي يشرّف قطاعه ويثري مؤسساته بخبرته ورصانته.
وُلد الشيخ الولي ولد سعد بوه ولد الخليفة سنة 1969 في نواكشوط، وتدرج في مختلف المراحل الدراسية حتى التحق بكلية الحقوق بجامعة نواكشوط، حيث حصل على الإجازة، قبل أن يراكم تكويناً متخصصاً داخل الوطن وخارجه، من أبرز محطاته تخرجه من المدرسة الوطنية للإدارة بباريس سنة 2008. هذا التكوين المتميز، المدعوم بحصيلة من الشهادات المهنية في مجالات المحاسبة والرقابة المالية وتسيير الجماعات المحلية، صقل أدواته العلمية والعملية، وهيأه لتحمل مسؤوليات وازنة في هرم الإدارة المالية للدولة.
منذ بداية مشواره المهني في الخزينة العمومية مطلع الألفية، أثبت الشيخ الولي ولد سعد بوه ولد الخليفة أنه رجل دولة من طراز خاص. فقد تدرج في مختلف المواقع الوظيفية: قابض ضرائب في بوتمليت، محاسب في المركز الوطني لمحاربة الجراد الصحراوي، محاسب في مركز التكوين المهني والتأهيل، ثم مراقباً مالياً لدى وزارة الشؤون الاجتماعية، قبل أن يُكلف بمهام دبلوماسية مالية في عدد من سفارات بلادنا: نيامي، أبوجا، وطرابلس. هذا التنوع في التجارب، بين الداخل والخارج، بين المركز والأطراف، أضاف لمساره صلابة وخبرة، وعزز رصيده المعرفي بآليات التسيير والمراقبة، حتى أصبح واحداً من الكفاءات التي تعتز بها وزارة المالية وتستند إليها في إنجاز مهامها الدقيقة.
وفي السنوات الأخيرة، واصل الرجل خدمة وطنه من مواقع حساسة كخازن جهوي في ولايتي العيون وكيفه، حيث ارتبط اسمه بالصرامة في التسيير، والنزاهة في المعاملة، والحرص على المال العام، وهي صفات جعلت منه قدوة لزملائه، ومحل ثقة واحترام لدى رؤسائه ومرؤوسيه على حد سواء.
أما من الجوانب الروحية والاجتماعية، فإن الشيخ الولي ولد سعد بوه ولد الخليفة هو ابن الوالد ولد الخليفة ولد الشيخ محمد فال لسيدي محمد، خيمة الشرف والصلاح التي تمتد تلامذتها في جميع أنحاء موريتانيا وخارجها، كما أن أخواله هم أهل الشيخ الطالب بوي ولد الشيخ سعد أبيه، أصحاب الخلافة العامة في غرب إفريقيا. وداخل هذا المحيط الروحي الكبير يتمتع الرجل بثقة راسخة خولته دعم جميع لوائح حزبه حزب الإنصاف في ولاية اترارزة، فضلاً عن دعمه الكبير والمشهود لفخامة رئيس الجمهورية في الاستحقاقات الرئاسية، حيث حققت المناطق المحسوبة عليه أكبر نسب نجاح في عموم التراب الوطني. ومن هنا، فإن من الحريّ برئيس الجمهورية والحزب أن يستفيدوا من خبرته المالية والتكنوقراطية، وأن ينصفوه بتعيينه في مناصب تليق بكفاءته في هذا العهد، عهد الإنصاف.
إن الجمع بين النجاح المهني والثقل الاجتماعي والروحي ميزة نادرة في زماننا، لكنها متجلية في شخصية الخبير المالي الشيخ الولي ولد سعد بوه ولد الخليفة، الذي ظل مثالاً للاتزان والتواضع، ورمزاً للعطاء النظيف الخالي من الشوائب. فهو موظف لا تلاحقه شبهة، ومسؤول لا يعرف غير خدمة الصالح العام، وإنسان يضع القيم فوق كل اعتبار.
اليوم، وبعد أكثر من عقدين من خدمة الدولة في مواقع متعددة، يمكن القول إن الشيخ الولي ولد سعد بوه ولد الخليفة أصبح واحداً من الأطر الذين تعتز بهم وزارة المالية، ليس فقط بما يملكه من خبرة ميدانية ورصيد أكاديمي، وإنما أيضاً بما يتمتع به من خلق رفيع وحكمة في التعامل، جعلت منه مرجعاً وزميلاً يُستأنس برأيه، وقامة يلتف حولها محيطها المهني والاجتماعي.
وبين الإداري المقتدر، والابن الوفي لولايته، والوجه الروحي الذي يحظى بالتقدير، تكتمل صورة رجل من طينة نادرة، ترك بصمة واضحة في كل موقع مر به، وسيظل بلا شك من الأسماء التي تعطي معنى لكلمة "إطار" في الإدارة الموريتانية.
الكاتب والأديب و موظف التشريفات : التراد ولد سيد أحمد