
شكرًا للصديق الأديب الشاعر التراد ولد سيد أحمد على إهدائه الكريم لديوانيه (شرف هاشمي. و كرم حاتمي)؛ فقد حمل إليّ بهذه اللفتة الراقية ما يُبهج الروح ويُنعش الذائقة، وقدم لي عملين يليقان بمقام الأدب وصاحبهما. لقد كانت هديته حديثًا من الجمال، وسفرًا من البيان، وامتدادًا لعلاقة قوامها المحبة والتقدير.
يمثل الديوانان نافذة مشرقة على عالم من الشعر والنثر، صاغهما المؤلف بقلمٍ رشيق، يجمع بين فخامة العربية ونداوة الحسانية في تناسق لا يتأتى إلا لشاعر متمكن من لغته، عارف بمسالك الإبداع. امتلآ بنصوص شعرية رقراقة، وصور بلاغية مدهشة، ومقالات نثرية محكمة السبك، حتى بدا كل منهما كحديقة تتنوع أزهارها وتتناغم ألوانها.
وقد جاء المدح فيهما في حقّ الشريف الدكتور سيدي أحمد ولد بديّ الرحّالي شهادة صادقة لرجل عرفه الناس بعلوّ نسبه، وسموّ خلقه، وحسن معاشرته. فهو كريم اليد، ليّن الجانب، عطوف على الفقراء، مقصِد لأصحاب الحاجات، لا يرد سائلاً، ولا يخذل مستجيرًا. تجمع شخصيته بين وقار العالم، ورحابة قلب الشريف، وحرص الرجل الذي يرى في خدمة الناس جزءًا من رسالته.
وهو فوق ذلك قامة علمية مرموقة في مجال الجيولوجيا، وخبير دولي في التنقيب أسهم بعلمه وتجربته في خدمة الوطن، فكان حيثما حلّ عنوانًا للكفاءة، ورمزًا للنزاهة، وصوتًا يُستشار ويُعتمد عليه. يجمع بين علم راسخ وتواضع أصيل، وبين خبرة واسعة وروح لا تعرف سوى العطاء. ولذلك جاء الثناء عليه في الديوانين عاكسًا لحقيقته، لا مبالغة فيه ولا تجاوز


