حسمت المنتخبات الموريتانية مساء اليوم الأحد 7 يونيو 2015 التحدي الذي فرضته المواجهة مع المغرب في الرباط، والدربي في الملعب الأولمبي مع الجارة الجنوبية السنغال.
أشبال الأكاديمية حلوا ضيوفا ثقال على المغرب في افتتاح بطولة شمال افريقيا، و"ألبسوها" هزيمة مذلة في افتتاح الدورة السنوية للمنتخبات العربية بثلاثية نظيفة، اثبتت جدارة التشكلة الحالية، وقدرتها على خوض غمار التحدي رغم مرور سنتين فقط على التأسيس.
ثلاثة أهداف مقابل هدف، في ملعب مغربي وعلى أرض مغربية وأمام جمهور مغربي، كانت الحصيلة التي خرج بها زملاء الحسن ولد التكدي ( ذو الخمسة عشر سنة) في بطولة شمال افريقيا، بعد أن اختيروا من طرف اللجنة المنظمة لمواجهة المغرب الدولة المستضيفة للبطولة هذا العام.
كانت النوايا المغربية واضحة، البحث عن منتخب هش للعبث به في مستهل البطولة، لكنها خسرت المباراة الافتتاحية، وبنتيجة لم يتوقعها أسوء المتشائمين في الرباط، لقد كانت الكلمة على الأرض للاعبين، وأحسن ولد تكدي ورفاقه الصنع طيلة الشوطين، بعدما ختموا الأول بثنائية جميلة، وقضوا بالثالث في مستهل الشوط الثاني على أحلام المغاربة.
دربي الجوار
وفي العاصمة الموريتانية نواكشوط دخلت التشكلة السنغالية المحضرة لبطولة أمم افريقيا للمحليين (الشان) الملعب الأولمبي وأحلام الثأر تعزوها، معززة بآلاف الجماهير التي رفعت أعلام الجارة الجنوبية، والآمال كبيرة بتحقيق فوز ينسيها مراراة الخروج من البطولة قبل سنتين على أيدي التشكلة الموريتانية المحلية التي شارك بعض رموزها في مباراة اليوم.
لم تخف الجماهير الموريتانية خوفها من نتيجة المباراة، فأخبار المنتخب السنغالي أخذت مكانها في الأنفس بفعل ضجة اعلامية رافقت المباراة الودية، وسعى من خلالها بعض أنصار التشكلة السنغالية إلى الترويج لأسطورة المنتخب المحلي الذي هزم المحترفين.
لقد كان فوزكم سنة 2013 على السنغال ضربة حظ يردد أغلب المشجعين للجارة الجنوبية من أبناء البلد وضيوفه، لكن كان لزملاء "عالي اعبيد" كلمة أخرى على الأرض، سمعت دقات قلب السفير السنغالي جيدا لحظة استلامها من المدرج الرئيسي بالملعب الأولمبي بنواكشوط.
كانت البداية حماسية بالفعل، وحاول السينغاليون اختطاف الفوز الذي تصوروه سهلا، لكن الدفاع الموريتاني كان على مستوى التحدي، لقد فرض الفتي القادم من نواذيبو "آبو سي" (6) نفسه كأحد أعمدة المنتخب الأول بموريتانيا، ومعه عالي اعبيد (3)، وصمب ولد أحمد (20) والقائد باقايوقو (8).
وتقدم المهاجم الشاب "مام أنياس" (7) أكثر من مرة نحو المرمي السنغالي من أجل تنشيط المباراة، وتجريب حظه في التهديف دون جدوى، لقد كانت السنغال حذرة هذه المرة، لكن هل ينجي الحذر؟.
تبادلت المنتخبات الرسائل بقوة في الشوط الأول دون تسجيل أي هدف، رغم وجود فرص خطيرة لكلا المنتخبين، كان أبرزها انفراد اللاعب الموريتاني صمب ولد أحمد بالحارس السنغالي رغم ارتباكه في الأخير، وتسليم الكرة للحارس.
ومع بداية الشوط الثاني ودخول المهاجم "ابيقيلي" (10)، تغيرت مجريات اللعب، وبعد دقائق قليلة تمكن من الحصول علي ضربة جزاء، ترجمها قائد المنتخب الثاني (بعد خروج باقايوقو) تقي الله الدن (17) إلي هدف جميل.
حافظ المنتخب الموريتاني على تماسكه طيلة الدقائق الأخيرة من المباراة، رغم اصابة أبرز نجومه، وقوة الضغط الذي مارسه السينغاليون في ربع الساعة الأخير من عمر المباراة من أجل تعديل النتيجة، لكن دون جدوي.
لقد أصر المنتخب على انتزاع الفوز من السينغاليين، والتأكيد بالفعل على أن الحقل الكروي بموريتانيا قد تغير.
اعلنت صافرة النهاية بفوز مستحق على السنغال، وقبل اعلانها أهدى المشاغب "موسى" الفرحة للجمهور حينما اعلن نتيجة المباراة المقامة في الرباط بالمقلوب .. انتهت المباراة المقامة في الرباط بين موريتانيا والمغرب بحصول المغرب على هدف، .. وتسجيل موريتانيا ثلاثة أهداف نظيفة.
قبل يومين جدد الموريتانيون الثقة في رئيس الاتحادية الوطنية لكرة القدم أحمد ولد يحي، واليوم يجدد ولد يحي ورفاقه الثقة في الكرة الموريتانية، لقد استلمت دول الجوار الرسائل دفعة واحدة .. كروية هذه المرة، لكنها من دون شك بطعم سياسي وربما اجتماعي تلمسه الأعين دون كثير عناء